النكت في القرآن الكريم (في معاني القرآن الكريم وإعرابه)

علي بن فضال بن علي بن غالب المجاشعي القيرواني، أبو الحسن (المتوفى: 479هـ) ت. 479 هجري
211

النكت في القرآن الكريم (في معاني القرآن الكريم وإعرابه)

محقق

د. عبد الله عبد القادر الطويل

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

وقال بعضهم: خصت بعدد السبعة؛ لأن السبعة أصل للمبالغة في العدة؛ لأن جلائل الأمور سبعة. وأما من يقول هي واو الثمانية، ويستدل بذلك على أن للجنة ثمانية أبواب، لقوله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا﴾ [الزمر: ٧١]، فشيء لا يعرفه النحويون، وإنما هو من قول بعض المفسرين. ولو حذفت هذه الواو لكان جائزًا؛ لأن الضمير في قوله: ﴿وَثَامِنُهُمْ﴾ يربط الجملتين، وذلك نحو قولك: رأيت زيدا وأبوه قائم، ولو قلت: رأيت زيدا أبوه قائم لكان جائزا وتقول: رأيت زيدا وعمرو قائم، فلا يجوز حذف الواو؛ لا ضمير هاهنا يربط الجملتين. ولو دخلت الواو في قوله تعالى: ﴿سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ﴾ [الكهف: ٢٢] لكان جائزا عند النحويين. * * * قوله تعالى: ﴿وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا﴾ [الكهف: ٢٥] اختلف العلماء في هذا. فقال قوم: هذا إخبار من الله تعالى بمقدار لبثهم، ثم قال لنبيه ﷺ: إن حاجك المشركون فيهم قل: الله أعلم بما لبثوا، هذا قول مجاهد والضحاك وعبيد بن عمير. وقال قتادة: هو حكاية عن قول اليهود؛ لأجل قوله تعالى: ﴿قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا﴾ [الكهف: ٢٦]، فكأنه في التقدير: سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم، ويقولون كذا وكذا، ويقولون ولبثوا في كهفهم، وقد ذكرنا عن ابن عباس أنه قال: أنا من ذلك القليل الذي استثناه الله تعالى. فصل: ومما يسأل عنه أن يقال: كيف جاء قوله تعالى: ﴿وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ﴾، وإنما يقال: ثلاثمائة سنة؟

1 / 304