النكت في القرآن الكريم (في معاني القرآن الكريم وإعرابه)

علي بن فضال بن علي بن غالب المجاشعي القيرواني، أبو الحسن (المتوفى: 479هـ) ت. 479 هجري
189

النكت في القرآن الكريم (في معاني القرآن الكريم وإعرابه)

محقق

د. عبد الله عبد القادر الطويل

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

أي: أفرق، قال أبو ذؤيب وكأنهن ربابة وكأنه يسر يفيض على القداح ويصدع ومما يسأل عنه أن يقال: ما ﴿مَا﴾ هاهنا؟ والجواب: أنها تحتمل أن تكون مصدرية، فيكون التقدير: فاصدع بالأمر، وتحتمل أن تكون بمعنى (الذي) فهذا الوجه محتاج إلى عمل، وذلك أن الأصل: فاصدع بما تؤمر بالصدع به فحذفت الباء اجتمعت الإضافة والألف واللام، وهما لا يجتمعان، فحذفت الألف واللام فصار: فاصدع بما تؤمر بصدعه، ثم حذفت المضاف وأقمت المضاف إليه مقامه، على حد ﴿وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ﴾ [يوسف: ٨٢]، فصار: اصدع بما تؤمر به، ثم حذفت الباء على حد حذفها من وقول الشاعر: أمرتك الخير فافعل ما أمرت به فقد تركتك ذا ما وذا نسل فصار: فاصدع بما تؤمره، ثم حذفت الهاء لطول الاسم بالصلة على حد قولك: ما أكلت الخبز، أي: الذي أكلته الخبز، فبقي ﴿فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ﴾ . ﴿ومن سورة النحل﴾ * * * قوله تعالى: ﴿أَتَى أَمْرُ اللَّهِ﴾ [النحل: ١] قال الحسن وابن جريح؛ عقابه لمن أقام على الكفر. وقال الضحاك: فرائضه وأحكامه.

1 / 282