النكت في القرآن الكريم (في معاني القرآن الكريم وإعرابه)

علي بن فضال بن علي بن غالب المجاشعي القيرواني، أبو الحسن (المتوفى: 479هـ) ت. 479 هجري
173

النكت في القرآن الكريم (في معاني القرآن الكريم وإعرابه)

محقق

د. عبد الله عبد القادر الطويل

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

وقال ابن عباس مرة أخرى: كان رجلًا حكيمًا، وكذلك قال عكرمة ومجاهد، وروي مثل ذلك عن سعيد بن جبير والحسن وقتادة، وروي عن مجاهد أيضًا أن الشاهد قد القميص. و﴿مِنْ﴾ في قوله: ﴿مِنْ قُبُلٍ﴾ لابتداء الغاية، أي: كان القد من هنالك. و﴿مِنْ﴾ في قوله: ﴿مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾ للتبغيض. * * * قوله تعالى: ﴿ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ﴾ [يوسف: ٣٥] بدا: ظهر وفاعله مضمر، تقديره: ثم بداءٌ ليسجننه. ودل ﴿لَيَسْجُنُنَّهُ﴾ عليه. * * * قوله تعالى: ﴿قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ﴾ [يوسف: ٧٥] الظلم: وضع الشيء في غير موضعه، ومن كرمهم: (من أشبه أباه فما ظلم)، أي: ما وضع الشبه في غير مكانه، ومن هذا يقال: سقاء مظلوم، إذا لم يرب، ومنه سمي النقص. ظلمًا، قال الله تعالى: ﴿وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا﴾ [الكهف: ٣٣] . ويسأل عن معنى قوله: ﴿جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ﴾ [يوسف: ٧٥]؟ والجواب: أن معناه: جزاء من وجد في رحله أخذه رقًا فهو جزاؤه عندنا. كجزائه عندكم، وذلك أنه كان من عادتهم أن يسترقوا السارق، وهو قول الحسن ومعمر وابن إسحاق والسدي، فهذا تقدير المعنى. فأما الإعراب فيحتمل وجهين:

1 / 266