النكت في مقدمات الأصول

الشيخ المفيد ت. 413 هجري

النكت في مقدمات الأصول

محقق

السيد محمد رضا الحسيني الجلالي

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

1414 - 1993 م

تصانيف

بسم الله الرحمن الرحيم وبالله التوفيق، والعصمة، والعون.

أما بعد:

فإن أكثر الموحدين افتتحوا كلامهم في إرشاد المبتدئين بالقول في أول فرائض الله تعالى على عباده المكلفين، فكان ترتيب ذلك أن سأل سائل:

NoteV00P020N01 فقال: ما أول فرض الله على عباده المكلفين؟.

قيل له: النظر في أدلته.

NoteV00P020N02 فإن قال: ما الدليل على ذلك؟

فقل (1): لأنه - سبحانه - قد فرض معرفته، ولا سبيل إلى معرفته إلا بالنظر في أدلته.

وهذا الكلام صحيح، غير أنه لا بد فيه من المعرفة بالنظر، ليعلم المكلف: ما الذي عليه من ذلك فرض؟.

صفحة ٢٠

باب الإبانة عن معاني الألفاظ في مقدمات النظر وماهية الأعراض.

NoteV00P021N03 فإن قال: ما النظر؟

فقل: هو استعمال العقل في الوصول إلى الغائب، باعتبار دلالة الحاضر.

NoteV00P021N04 فإن قال: وما الاعتبار؟

فقل: هو الفكر فيما ظهر للنفس لاستفادة ما بطن عنها.

NoteV00P021N05 فإن قال: فهو النظر أم غيره؟.

فقل: هو هو بعينه (1).

صفحة ٢١

فإن قال: فإذا كان هو هو بعينه (1) فلم فسر تموه على وجهين؟

فقل: لم يقع (2) التفسير له على وجهين يتضادان، بل يتفقان في المعنى، وإن اختلفا في العبارة، والكشف، والايضاح، وهذا غير منكر عند أهل التحصيل.

NoteV00P022N07 فإن قال: ما العقل؟

فقل (3): العقل معنى يتميز به من معرفة المستنبطات (4)، ويسمى عقلا، لأنه يعقل عن المقبحات (5).

NoteV00P022N08.

فإن قال: ما العلم؟.

فقل: هو الاعتقاد للشئ على ما هو به، مع سكون النفس المعتقد بها (6).

صفحة ٢٢

NoteV00P023N09 فإن قال: ما هو سكون النفس الذي أشرت إليه؟.

فقل: هو معنى يحصل للقدرة على نفي الشبه له في ضد الاعتقاد، لحصوله من جهة النظر والحجة.

NoteV00P023N10 فإن قال: ما الجهل؟.

فقل: هو الاعتقاد للشئ على غير ما هو به.

NoteV00P023N11 فإن قال: ما المعرفة؟.

فقل: هي التفقه (1).

NoteV00P023N12 فإن قال: فيجب على هذا الأصل: أن يكون كل عالم عارفا، معتقدا.

فقل: لا يجب (2) ذلك، لأنه ليس حد العالم أن يكون له علم، وقد يكون عالم مستغنيا عن معنى يعلم به.

صفحة ٢٣

NoteV00P024N13 فإن قال: ما الشك؟.

فقل: هو توقف النفس فيما عريت من اعتقاده على ما هو به، وعلى غير ما هو به.

NoteV00P024N14 فإن قال: ما اليقين (1)؟.

فقل: هو قطع النفس على ما تبينته (2) ووضح لها.

NoteV00P024N15 فإن قال: ما الحق؟.

فقل: ما عضد معتقده البرهان.

NoteV00P024N16 فإن قال: ما الباطل؟.

فقل: ما خذل معتقده البيان.

NoteV00P024N17 فإن قال: ما الصحيح (3)؟.

فقل: هو الحق عينا.

صفحة ٢٤

NoteV00P025N18 فإن قال: ما الفاسد (1)؟.

فقل: هو الباطل عينا.

NoteV00P025N19 فإن قال: ما الصدق؟.

فقل: هو الخبر بالشئ على ما هو به.

NoteV00P025N20 فإن قال: ما الكذب؟.

فقل: هو الخبر عن الشئ على خلاف ما هو به.

NoteV00P025N21 فإن قال: ما الخبر؟.

فقل: هو ما أمكن فيه الصدق والكذب.

NoteV00P025N22 فإن قال: ما الحسن؟.

فقل: هو ما كان فعله للعقول ملائما.

صفحة ٢٥

NoteV00P026N23 فإن قال: ما القبيح؟.

فقل: هو (1) ما كان فعله للعقول مخالفا.

NoteV00P026N24 فإن قال: ما الدليل؟.

فقل: هو المعتبر في إدراك ما طلبت النفس إدراكه.

NoteV00P026N25 فإن قال: [ما الحجة] (2).

فقل: هي الدليل عينا.

NoteV00P026N26 فإن قال: ما الشبهة؟.

فقل: هي ما يحصل للنفس من باطل تخيلته حقا.

NoteV00P026N27 فإن قال:......؟.

.......... عن جهة الحق (3).

صفحة ٢٦

NoteV00P027N28 فإن قال: ما الشئ؟.

فقل: هو الموجود.

NoteV00P027N29 فإن قال: ما الموجود (1)؟.

فقل: هو ما صح التأثير به أو فيه.

NoteV00P027N30 فإن قال: ما المعدوم؟.

فقل: هو ما لا يصح التأثير به أو فيه (2).

NoteV00P027N31 فإن قال: ما الحدث؟.

فقل: هو الكون بعد العدم.

صفحة ٢٧

NoteV00P028N32 فإن قال: ما القدم؟.

فقل: هو الوجود في الأزل (1).

NoteV00P028N33 فإن قال: ما الجسم؟.

فقل: هو ذو الطول والعرض والعمق (2).

NoteV00P028N34 فإن قال: ما الجوهر؟.

فقل: هو ما تألفت منه الأجسام (3).

NoteV00P028N35 فإن قال: ما العرض؟.

فقل: هو ما احتاج في وجوده إلى غيره، ولم يكن له لبث كلبث الأجسام (4).

صفحة ٢٨

NoteV00P029N36 فإن قال: ما الاجتماع؟.

فقل: هو ما تتألف (1) به الجواهر.

NoteV00P029N37 فإن قال: ما الافتراق؟.

فقل: هو ما انفصلت به الجواهر.

NoteV00P029N38 فإن قال: ما المماسة؟.

فقل: هي الاجتماع عينا.

NoteV00P029N39 فإن قال: ما المباينة؟.

فقل: هي الافتراق عينا.

NoteV00P029N40 فإن قال: ما الحركة؟.

فقل: هي ما قطعت به الجواهر مكانين (2).

صفحة ٢٩

NoteV00P030N41 فإن قال: ما السكون؟.

فقل: هو ما لبثت به الجواهر في مكان بوقتين.

NoteV00P030N42 فإن قال: ما العالم؟.

فقل: هو السماء، والأرض، وما فيهما، وما بينهما، من الجواهر والأعراض (1).

NoteV00P030N43 فإن قال:...... (2) من الأجناس؟.

فقل: جنسين (3) لا ثالث لهما، يتضمن كل واحد منهما أجناسا.

NoteV00P030N44 فإن قال: ما هما؟.

فقل: هما المتقدم ذكرهما من الجواهر والأعراض.

صفحة ٣٠

باب الكلام في حدث العالم و إثبات محدثه والإبانة عن صفاته NoteV00P031N45 فإن قال: ما الدليل على حدث العالم؟.

فقل: تغير أجزائه، واحتمالها الزيادة والنقصان.

NoteV00P031N46 فإن قال: ما وجه دلالة ذلك، والبرهان عليه؟.

فقل: لأنه لو كان قديما لاختص في القدم بصفة (1)، واستحال خروجه عنها، لفساد تعلق العدم بالقديم والبطلان.

صفحة ٣١

NoteV00P032N47 فإن قال: ما الدليل [على وجوب المحدث له] (1).

فقل: ما أوجب في البدائة (2) للكتابة كاتبا، وللبناء بانيا، وللمساحة ماسحا (3).

NoteV00P032N48 فإن قال: ما الدليل على وجوده؟.

فقل: ما في العقول من استحالة فعل من غير [صنع أحد له] (4)، ووجوده، وعلمه، وحياته، فهو من معدوم - ليس بشئ - أشد استحالة.

NoteV00P032N49 فإن قال: لم لا يجوز عدمه بعد الوجود؟.

فقل: لقدمه، إذ القديم بالوجود أولى منه بالعدم.

صفحة ٣٢

NoteV00P033N50 فإن قال: ما الدليل على أنه قديم؟.

فقل: لأنه يتأتى منه ما لا يتأتى منا لحدثنا (1) بالجواهر، والأجناس المخصوصة من الأعراض.

NoteV00P033N51 فإن قال: ما الدليل على أنه حي؟.

فقل: اقتضاء ما في العالم من آثار قدرته، والقادر في مقتضى العقول يجب أن يكون حيا.

NoteV00P033N52 فإن قال: ما الدليل على أنه قادر؟.

فقل: تعلق الأفعال به، مع تعذرها - في البدائة - على العاجز، واستحالة وقوعها على طريق الابتداء من الميت.

NoteV00P033N53 فإن قال: ما الذي يدل على أنه عالم؟.

فقل: ما في أفعاله من الاتقان، والتظافر (2) على الاتساق، وتعذر ما كان بهذه الصفة - في البدائة - على الجاهل.

صفحة ٣٣

NoteV00P034N54 فإن قال: ما الدليل على أنه سميع؟.

فقل: ما ثبت من حياته مع تعريه من الآفات.

NoteV00P034N55 فإن قال: ما الدليل على أنه بصير؟.

فقل: ما تقدم من دلالة السمع.

NoteV00P034N56 فإن قال: ما الدليل على أنه حكيم؟.

فقل: ما ثبت من غناه، وعلمه بقبح القبيح.

NoteV00P034N57 فإن قال: ما الدليل على غناه؟.

فقل: ما ثبت من قدمه، واستحالة الحاجة في صفة القديم (1).

NoteV00P034N58 فإن قال: ما الدليل على صدقه (2)؟.

فقل: ما ثبت من حكمته، وغناه عن القبيح.

صفحة ٣٤

NoteV00P035N59 فإن قال: ما الدليل على أنه غير ظالم (1)؟.

فقل: ما ثبت من غناه في الحكمة (2)، [ولأن الظلم قبيح] (3).

NoteV00P035N60 فإن قال: ما الدليل على أنه جواد كريم؟.

فقل: ما دل على أنه حكيم رحيم.

صفحة ٣٥

باب الكلام في نفي التشبيه NoteV00P037N61 فإن قال: ما الدليل على أنه لا يشبه خلقه؟.

فقل: ما في الاشتباه (1) من دلالة الحدث بالاتفاق، وقد ثبت أنه قديم.

NoteV00P037N62 فإن قال: ما الدليل على أنه لا يدرك بالأبصار؟.

فقل: ما استحال من اشتباهه بخلقه، وإيجاب الرؤية الاشتباه.

NoteV00P037N63 فإن قال: أين دلالة السمع على ذلك؟.

فقل: قول الله تعالى: (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخيبر) [الآية (103) من سورة الأنعام: 6].

صفحة ٣٧

[64] فإن قال: ما الدليل على أنه عالم لنفسه؟.

فقل: استحالة جريان الجهل عليه، ووجوب جوازه على سائر ما علم بمعنى من الموجودات.

[65] فإن قال: ما الدليل على أنه قادر لنفسه؟.

فقل: ما دل على كونه بها عالما.

وكذلك في باب الحياة.

[66] فإن قال: ما الدليل على أن كلامه محدث؟.

فقل: ما فيه من آية الحدث، من التفصيل والنظام.

صفحة ٣٨

باب الكلام في التوحيد NoteV00P039N67 فإن قال: ما الدليل على أنه في الإلهية واحد؟.

فقل: استحالة تعلق النقص بمستحق الإلهية، ووجوبه فيما زاد... (1) المعنى على الواحد.

NoteV00P039N68 فإن قال: فما وجه وجوبه فيما زاد على الواحد؟.

فقل: هو (2) ما للعقول من وجوب التساوي - إذ ذاك - بينهما، أو بينهم، في القدرة [أ] والتفاضل:

ولو تساويا، لكان كل واحد منهما متى رام ضد ما رام صاحبه إيقاعه، امتنعا، وتكافئا في المنع، فعدم مرادهما جميعا، وذلك غاية النقص.

ولو تفاضلا، لكان المفضول - بالبدائة - ناقصا.

صفحة ٣٩

باب الكلام في الرسالة NoteV00P041N69 فإن قال: ما الدلالة على جواز بعثه بالرسل (1) عليهم السلام؟.

فقل: قدرته على ذلك، واستحالة تعذره عليه.

NoteV00P041N70 فإن قال: ما الدليل على حسن بعثه (2) بالرسل (3)؟.

فقل: ما في ذلك من اللطف للخلق.

NoteV00P041N71 فإن قال: ما الدليل على أن فيها لطفا للخلق ؟.

فقل: وجودها فيما سلف بالصحيح من السمع.

صفحة ٤١