تشبيه قد أخرج مالا قوة له في الصفة إلى ما له قوة فيها، وقد اجتمعا في العظم، إلا أن الجبال أعظم. وفي ذلك العبرة من جهة القدرة فيما سخر من الفلك الجارية مع عظمها، وما في ذلك من الانتفاع بها، وقطع الأقطار البعيدة فيها، وقال ﷿: ﴿خلق الإنسان من صلصال كالفخار﴾. وهذا تشبيه قد أخرج مالا قوة له في الصفة إلى ماله القوة وقد اجتمعا في الرخاوة والجفاف، وإن كان أحدهما بالنار والآخر بالريح. وقال ﷿: ﴿أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله﴾. (وفي هذ إنكار لأن تعجل حرمة السقاية والعمارة كحرمة من آمن وكحرمة الجهاد) وهو بيان عجيب وقد كشفه التشبيه بالإيمان الباطل والقياس الفاسد، وفي ذلك دلالة على تعظيم حال المؤمن بالإيمان، وأنه لا يساوى به مخلوق على صفته في القياس ومثله ﴿أم حسب الذين اجترحوا السيئات ان نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات﴾.
باب الاستعارة
الاستعارة تليق العبارة على غير ما وضعت له في أصل اللغة على جهة النقل للإبانة. والفرق بين الاستعارة والتشبيه أن - ما كان من التشبيه - بأداة التشبيه في الكلام فهو على أصله، لم يغير عنه في الاستعمال، وليس كذلك
1 / 85