327

النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة

الناشر

وزارة الثقافة والإرشاد القومي،دار الكتب

مكان النشر

مصر

الوليد، وكان الوليد بتدمر قد أنهزم إليها عاكفًا على المعاصي بها، فخرج الوليد وقاتل العسكر وانكسر وقتل بنواحي تدمر، على ما يأتي ذكره، وتم أمر يزيد في الخلافة، وسمي بالناقص، لكنه لم تطل مدته أيضًا ومات، على ما يأتي ذكره أيضًا. وفيها توفّى خالد ابن عبد الله بن يزيد بن أسد بن كرز بن عامر البجلي القسري، ولي خالد المذكور أعمالًا جليلة مثل مكة المشرفة والعراق وغيرهما، وكانت أمه نصرانية فكان يعير بها، وكان بخيلًا على الطعام جدًا، ذكر عنه أبو المظفر أمورًا شنيعة من هذا الباب. وفيها توفي الخليفة الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية (الهاشمي) «١» الأموي الدمشقي المعروف بالفاسق، ولد سنة تسعين وقيل سنة اثنتين وتسعين.
ولما احتضر أبوه يزيد بن عبد الملك لم يمكنه أن يستخلفه لأنه صبي، فعهد إلى أخيه هشام بن عبد الملك وجعل ابنه هذا الوليد ولي العهد من بعد هشام، وأم الوليد بنت محمد بن يوسف الثقفي، فالحجاج عم أمه. ولما مات عمه هشام ولي الخلافة وصدرت عنه تلك الأمور القبيحة المشهورة عنه: من شرب الخمر والفجور وتخريق المصحف بالنشاب. وذكر عنه بعض أهل التاريخ أمورًا أستبعد وقوعها، منها: أنه دخل يومًا فوجد ابنته جالسة مع دادتها «٢» فبرك عليها وأزال بكارتها، فقالت له دادتها: هذا دين المجوس، فأنشد:
من «٣» راقب الناس مات غمًا ... وفاز باللذة الجسور

1 / 298