265

النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة

الناشر

وزارة الثقافة والإرشاد القومي،دار الكتب

مكان النشر

مصر

*** السنة الثالثة من ولاية عبد الملك بن رفاعة على مصر وهي سنة ثمان وتسعين- فيها غزا يزيد بن المهلب بن أبي صفرة طبرستان، فصالحه صاحبها الأصبهبذ «١» على سبعمائة ألف، وقيل: خمسمائة ألف في السنة. وفيها غدر أهل جرجان وقتلوا عاملهم وجماعةً من المسلمين، فسار اليهم يزيد بن المهلب بن أبي صفرة وقاتلهم شهرًا حتى نزلوا على حكمه، فقتل المقاتلة وصلب منهم فرسخين [عن «٢» يمين الطريق ويساره] وقاد منهم اثني عشر ألف نفس إلى وادي جرجان فقتلهم وأجرى الدماء في الوادي.
وفيها غزا داود بن سليمان بن عبد الملك أرض الروم وفتح حصن المرأة مما يلي ملطية.
وفيها عادت الزلازل أربعين يومًا، وقيل: ستة أشهر، فهدمت القلاع والأماكن العالية.
وفيها استعمل سليمان عروة بن محمد بن عطية السعدي على اليمن. وفيها توفي أيوب ابن الخليفة سليمان بن عبد الملك بن مروان؛ وأم أيوب المذكور أم أبان بنت سليمان ابن الحكم، وقيل: بنت خالد بن الحكم، وكان شابّا جليلا. وفيها توفى عبيد الله ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وكنيته أبو عبد الله، وهو من الطبقة الثانية من تابعي أهل المدينة، وكان عالمًا زاهدًا، وهو أحد الفقهاء السبعة المشار إليه في الأبيات السابقة بعبيد الله، وكان الزهري يلازمه ويأخذ عنه. وفيها فتحت مدينة الصقالبة ببلاد المغرب. وفيها حج بالناس عبد العزيز بن عبد الله بن خالد ابن أسيد وهو أمير مكة.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم ثلاثة أذرع وتسعة أصابع، مبلغ الزيادة سبعة عشرة ذراعًا وستة أصابع.

1 / 236