ثانيا:
إن شد المعلم؛ أي انتقال الصانع المشدود إلى درجة معلم يختلف عن شد الصانع بما يأتي: أولا إنهم لا يسمون له أبا بالكار. ثانيا إنهم لا يربطون له المئزر. ثالثا إنهم لا يأخذون منه العهود بركوعه، بل يكتفى بأخذ قول منه أنه يحافظ على أصول الكار والحرفة.
ومن الصناع من يشد في النهار ذاته صانعا ومعلما، والطريقة بذلك أنهم عندما يسأل الشيخ قائلا: «ما قالت الإخوان، هل يستحق مصانعة؟» يضيف إليه سؤالا آخر قائلا: «هل يستحق معلمية؟»، فإن كان مستحقا يجيبوه بالإيجاب وإلا فيقولون للطالب «حاجتك هلق مصانعة إنشا الله سنة الجاية تصير معلم»؛ أي يكفيك الآن أن تشد صانعا فإن شاء الله في السنة الآتية تصير معلما.
ثالثا:
إذا كان المشدود لا يستحق أن يأخذ المصانعة فعندما يقول شيخ الحرفة «ما قالت الإخوان؟»، فمعلمه أو الذي يريد أن يعارض بشدة يطرح بين أيدي الحاضرين صاية أو عملا من شغله، ويقول للشيخ ومعلمي الحرفة «احكموا بذلك إن كنتم منصفين، هل يستحق هذا الرجل الشد أم لا؟» فيفحصون العمل، وإذا كان فيه ما يوجب تأخير المشدود فيؤخرونه ولا يخشون بذلك لومة لائم؛ لأنهم يفضلون أن يبقى الكار سالما من السقط والشوائب أكثر مما يحرصون على خاطر أحد الصناع.
رابعا:
من الممكن أن يشد كثيرون دفعة واحدة، والعمل بذلك هو أنهم يوقفونهم بالوسط بالقرب من بعضهم، ويشدون كلا منهم بمحزم ويجرون باقي الترتيب كما لو كان المشدود واحدا. أما الهدايا وسائر المصروف والرسوم فتدفع محاصة، أي كل بقدر ما ينوبه منها.
خامسا:
إن المحترفين من كل المذاهب يشتركون بالشد. أما المسيحيون واليهود فلا يعطون شيئا من العهود والإشارات، بل يكتفى بشدهم بالمحزم وبتلاوة «أبانا الذي في السموات ... إلخ»، وهم يسمونها فاتحة النصارى، أو بتلاوة الوصايا العشر في شد اليهود، ويسمون لهم آباء بالكار من المسلمين، ويأخذون منهم العهد والميثاق بألا يخونوا الحرفة، ولا يضروا بالأموال والعباد.
سادسا:
صفحة غير معروفة