وحالما يقبل الأجير بالشد يسرع الشاويش أن يهديه على الفور عرقا أخضر، وهذه إشارة معناها أن وجب عليه أن يولم وليمة لرفقائه. ويكون على الغالب العرق الأخضر من الريحان، ويجوز أن يكون من نوع آخر حتى ومن أغصان الشجر أيضا؛ لأن الشاويش يقطع عرقا نضرا من أول ريحانة، أو شجرة يصادفها ويسرع بتقديمها للمزمع أن يشد. فيأخذ ذاك منه العرق بكل قبول وشكر، ويبوسه ويضعه على رأسه. فيذهب حينئذ الشاويش إلى شيخ الحرفة ويخبره بأمره، فيقيد اسمه مع المزمعين أن يشدوا سوية إذا كان منهم أحد وإلا فيعين له وحده يوما ليشد به. ثم يرجع الشاويش ويدعو نيابة عن المرشح للشد رفقاءه، وشيوخ الحرفة وشيخها، ونقيب شيخ المشايخ ومن شاء من عندهم، وفي بعض الأحيان يدعوهم هو نفسه لحضور شده.
الشد يصير إما في أحد بساتين المدينة نهارا أو في أحد البيوت ليلا أو نهارا. ففي اليوم المعين يجتمع الصناع وسائر المدعوين في المكان المعد، ثم يحضر شيخ الحرفة والشيوخ والنقيب. وبعد مبادلة السلام والكلام يقول النقيب: «يا إخوان لنبتدئ بشغلنا»، فيصمت الجميع، أما هو فيأخذ الشاويش والطالب إلى غرفة ثانية ويشده هناك بالطريقة التي سيأتي ذكرها، ثم يرجع به إلى مكان الاجتماع، ويكون النقيب متقدما عن الشاويش والمشدود. وبعد النقيب يمشي الشاويش حاملا بيده صينية وعليها هدايا الشد كما ستعلم، فيأتي بها ويضعها أمام شيخ الحرفة على طاولة صغيرة مربعة تسميها العامة «أسكملة»،
1
ثم يأتي الطالب مكتوف اليدين على صدره بكل حشمة ومشدودا بالمحزم، فيوقفه الشاويش في الوسط على بساط أخضر، ويجعل إبهام رجله اليمنى تعلو إبهام رجله اليسرى. وفيما هو على هذه الحالة يطلب النقيب من الشاويش أن يقول الفاتحة فيتلوها بصوت عال، ويكون الجميع راكعين على ركبهم وطارقين رءوسهم بالأرض. ثم يطلب النقيب الفاتحة الثانية التي يسميها ثاني شرف، فيقول الشاويش الفاتحة مرة ثانية، ثم يطلب الختام بذكر سيد المرسلين، فيتلو الفاتحة دفعة ثالثة. وبعد أن يفرغ منها يأخذ النقيب في السلام على الحاضرين من الزوار الكرام،
2
إذا كان أحد منهم موجودا، وإلا فيكتفي بالسبعة السلامات الآتية وهي:
سلام للعموم: «أول سلامي عليكم يا حضار، السلام سنة ورده فرض،
3
يا أخيار في إذن أفتح بساط الطرق باذدكار. أو أخليه مطوي يا أهيل الحي. الفاتحة اقرءوها معي أنتم بأجمعكم للنبي المختار»، فكل من الحضور يتلو الفاتحة بصوت منخفض، أما الشاويش فيتلوها بصوت عال.
سلام ثان لأهل الصدر وهم شيخ الحرفة وشيوخها:
صفحة غير معروفة