[نشأته]
وأما نشأته عليه السلام: فسمعت من بعض أخواله أنهم تبركوا به ونذروا له النذور، واعتقدوا فيه الخير وأنه نشأ معروفا بالطهارة وقوة القلب والبطش، وذكروا من ذلك أخبارا حسنة، وسمعت من حي الفقيه العدل عماد الدين يحيى بن صلاح الثلائي رحمه الله أنه أخبرهم أنه بلغ عمته الشريفة الطاهرة أم الغيث بنت علي رحمها الله تعالى عنه عليه السلام حدة، وأنه لا يروعه شيء مما يروع الصبيان، وأن في قراءته تسهيلا، فخافت عليه وبعثت له إلى عندها، إلى الرغيل غربي مسور، وكانت مزوجة حي السيد العالم أحمد بن الحسن الخطيب،وكان من أهل الجاه واليسار مع العلم الكثير، ووفد إلى الإمام عليه السلام بعد الدعوة، وأمره بالخطبة وجوابات الفتوى، واعترض لما كان خطيبا مع أولاد مطهر بن الإمام شرف الدين، ودولة كوكبان، وللإمام جواب على ذلك كما سمعته من القاضي العلامة صفي الدين أحمد بن سعد الدين أطال الله بقاه، وكانت هذه الشريفة من أهل الفضل والكمال، وطلبها الإمام عليه السلام في السنة التي توفى فيها من كوكبان، وكان لها أثقال ولها على أهله وأبنائه هيبة كما سمعناه في تلك الأيام، وتوفيت بعد العام الذي توفي فيه عليه السلام.
نعم فأتم قراءته عندها، وكذا أخوها حي السيد الشهيد عامر بن علي، ضمته إليها، وقرأ وهو أصغر من الإمام عليه السلام كما سمعته بعام. والله أعلم.
صفحة ٢٢٣