وبلغنا عن أبي جعفر محمد الباقر، عن أبيه علي بن الحسين زين العابدين، عن أبيه الشهيد الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في الجنة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((يكون في آخر الزمان قوم مراؤن فيتقربون ويتنسكون لا يوجبون أمرا بالمعروف ولا نهيا عن المنكر إلا إذا أمنوا الضرر، يطلبون لأنفسهم الرخص والمعاذير يتتبعون زلات العلماء، وما لا يضرهم في نفس ولا مال، فلو أضرت الصلاة والصيام وسائر ما يعملون بأموالهم وأولادهم وأبدانهم لرفضوها)). وقد رفضوا أسنم الفرائض وأشرفها، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة عظيمة بها تقام الفرائض، إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الأنبياء ومنهاج الصالحين، فريضة تقام بها الفرائض، وتحل المكاسب، وتطرد المظالم، وتعمر الأرض، وتنتصف من الأعداء، فأنكروا المنكر بألسنتكم، وصكوا بها جباههم، قال: ((وأوحى الله إلى نبي من أنبيائه عليهم السلام إني معذب من قومك مائة ألف، أربعين ألفا من شرارهم، وستينا ألفا من خيارهم، قال: يا رب هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار؟ قال: داهنوا أهل المعاصي ولم يغضبوا لغضبي)).
وبلغنا عن جرير قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((ما من رجل يجاور قوما فيعمل بين ظهرانيهم بالمعاصي فلا يأخذون على يده إلا يوشك أن يعمهم الله بعقاب)).
صفحة ٢٦٦