وجواب المسائل التي سألتم عنها في القرطاس لم أتمكن منها حال صدور هذه؛ لأن الرسول لم يرض بالوقوف حتى نتم، ولأن معنا اشتغالا بتأليف شرح لطيف على الحاجبية في النحو للأصحاب والأولاد-فتح الله عليهم بالعلم والحكمة- لأنه لم يكن عندنا من كتب النحو إلا الحاجبية، وحاشية عز الدين فقط، وقد بلغنا في هذا الشرح آخر الفعل، ونرجو من الله المعونة على تمامه، ومعنا أيضا اشتغال آخر جوابات وكتب مبتدأت إلى القبائل عملا بقوله تعالى: {ولا تهنوا في ابتغاء القوم} وقد وصلت إلينا كتب من نهم، وبلاد الخشب يطلبون وصول الحاج المجاهد أحمد بن عواض، ولم نترك إجابتهم إلى ذلك إلا رجاء يقوم معهم غيرهم؛ لئلا يتجمع عليهم الظالمون، والعصيمات كافة خالفوا، وأوقدوا النار في بلادهم إلا آل صدان منهم خاصة... إلى أن قال عليه السلام في كتابه هذا: آل نجران وأهل جبوبا وداعي الباطنية أحمد بن الوديع الغريري وأصحابه صاروا يكاتبون إلينا أنا نصل إليهم، ونسكن في جبوبا ويمدوننا بما نحتاج إليه فلم تطمئن النفس وإلا فبلادهم خير من الشرف، ومن حجة إلا الأودية لكثرة خيره وقرب مائه حتى نخيلهم لم يغرسوها إلا بين الوحل، وليس كل نجران باطنية، وإنما الباطنية قبيلة يقال لهم مذكر، وأما وادعة الكبرى ويام وبنو الحارث، وآل الهندي فبخلافهم.
هذا ما سنح من الأخبار، والولد طول الله عمره وأصنايك الجميع ومن حضر مقامكم متحفون بشريف السلام ورحمة الله وبركاته، وتحياته ومرضاته. انتهى.
صفحة ٢٥٢