وأما ما يجري معهم من المشقة فإن ذلك بلوى من الله يظهر معها العمل؛ لأن الناس منهم من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين {أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون، ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين}، {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب} {وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا} هم والله الذين عناهم الله في قوله: {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده} اللهم إنا لا نحب إلا طريقتهم هذه فأعنا عليها واهدنا إنك على كل شيء قدير.
وما ذكرتم أبقاكم[ق/18] الله من وصولكم للقراءة فنحن نحب ذلك، فتصلون إلينا إن شاء الله تعالى ويكون العمل فيها على حسب ما ترون من الحال، ونشترط أن لا تكون القراءة إلا في الحديث وأصول الفقه خاصة لا في غيرهما؛ لأنه ليس معنا كل الفراغ، اللهم إلا أن تأخذوا المقصود من ذلك فلا بأس في القراءة في غيرهما.
صفحة ٢٥١