استخرت الله تعالى وجعلت للولد الأمجد صفي الدين أحمد بن أمير المؤمنين ولاية يقدم بها ويحجم، ويحل ويبرم -إن شاء الله تعالى-في مدينة صعدة المحروسة بالله وبلادها وما ينسب إليها، وفي جميع بلاد خولان،وبلاد همدان، وما والاها من البلاد، يقيم فيها الجمعات، ويقبض الحقوق والواجبات، ويقيم الشرايع المحمدية، ويقسم في الناس بالسوية، وينتصف للمظلوم من الظالم، ويؤدب أهل الجرايم، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويعظم أهل التعظيم، ويفتقد الأيتام والمساكين ولا تأخذه في الله لومة لايم، ويسير السيرة المرضية المطابقة لطريقة الشريعة المحمدية، ويسهل الحجاب، ويلين الجناب، ويقيم الحدود، وهو مقلد عهد الله في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتوفير الحقوق، وجعلها حيث نأمره بها، والامتثال لما قلنا، والاستفهام لنا فيما التبس عليه من الأمور، وأمرنا أهل هذه الجهات التي ذكرناها والتي لم نذكرها مما شملته الولاية بالسمع له والطاعة، وعدم المخالفة، وتسليم الواجبات، والامتثال لما يأمر به مما يرضي الله، والمعاونة له على البر والتقوى، وعلى إزالة البدع والمنكرات، وعليه العمل بتقوى الله والتواضع، وتقريب أهل الفضل والحث على طلب العلم، وافتقاد المساجد، والمصالح والطرقات، وإقامة الشريعة وتنفيذها وتعميدها، وإبطال الأحكام الخارجة عن الشريعة والله يتولى إعانته، ويبارك لمن أطاعه في نفسه وولده وماله، فمن أطاعه فقد أطاعنا، ومن عصاه فقد عصانا، ومن ولاه على أمر فقد توصيناه فيه على مطابقة رضى الله، ويسألنا في المهم من الذي نأمره به، والله يوفقه ويسدده ويعينه، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على محمد وآله وسلم.
ثم أوصاه بكلام جعله مسطورا في رقعة وأمره أن لا يفارقها[ق/16]، فقال عليه السلام: تقوى الله قبل كل شيء والمواضبة على الصلاة في أوقاتها جماعة ولا يترك طلب العلم على سبيل الاستمرار ويجعل لذلك وقتا، وتقرير [كل] من يرجى خيره أو يخشى ضره على ما قد وضعناه له، المشايخ يصير إليهم عشر المطالب، من طلب تقريرا زائدا فلا يجاب إلى شيء، توفير المطالب لأهل المراتب، وأهل الجهاد المحتكمين، ويجعل للفقراء الذين لا حيلة لهم حصة من الزكاة والفطرة، ولا يجعل للفقراء شيئا من المعونات والخدمة، ولا يجعل لأحد من الشعراء والشحاذ شيئا سيما مع حاجة المجاهدين الغفلة من حوايج الناس، وعن إنصاف المظلوم حرام، ويجب عليه أن يتوقف على ما أمرته به، وينتهي عما نهيته عنه، ويجب الاستعانة بالله ويولي أهل الحياء والدين، والعزم والحزم، ولا يولي من يضيع المطالب، ويستشير أهل الرأي ولا يترك الشور في جميع الأمور إن شاء الله تعالى، ولا يكن جلساؤه إلا أهل العلم ومحاسن العرب، ولا يقرب أحدا من الأهماج، ولا يخالط أهل الريبة، ويتعلم الاستخارة ويكثر منها، من كان يتمرد من المطالب فأجمعوا عليه العسكر وغيرهم من القبائل واجعلوا عليهم غنما وقوتا لهم، لا يرفعون إلا مخلصين إن شاء الله تعالى، ومن أحب الحرب أحرب حتى يكون نكالا للظالمين إن شاء الله تعالى إلى آخر ما أوصاه عليه السلام.
صفحة ٢٤٧