وأما سنان لعنه الله فهو أشد خوفا ويظهر الكراهة للباشا علي، ثم إن الباشا حسن لا رحمه الله خرج مشيعا للباشا علي إلى الصريات أعلى من ريشة أعشار من بلاد سنحان وأقام معه أربعة أيام، وخرج الباشا علي يريد فتح ريمة وما إليها، وكان مغرما بها، وله فيها أخبار طويلة، وكان مقيما في ولايته الأولى في موضع منها يسمى ظلملم من مواضع بني جعفر وكانوا ملوك ريمة ولهم موالاة مع العجم أخبار فأذلهم هذا الباشا علي في الأيام الأول واتخذ أولادهم ومساكنهم، ولقد روي عنه وعنهم ماتنزه منه الطروس، فلهذا كان مبادرته إلى ريمة والعجلة إلى ذلك الموضع وعرف أعداؤه أنه لايبرح عن تلك البلد ويمضي تلك الطريق فكان من أمره ماسيأتي إن شا الله تعالى قريبا، ولما استقر في الصريات وقدروا لعنهم الله أن المشارق قد سكنت فتنتها وأمنوا جانبها توجه لفتح ريمة بجموع هائلة وأمراء كثرة من العجم والعرب حتى أحط في بلاد [ق/166] ألهان، ثم جعل كثيرا من خزائنه وأثقاله عند الشيخ داود الملاحي وكان من أهل الرئاسة والميل إلى الظالمين الله المستعان،ثم خرج إلى بلاد الشيخ الدهاق الدويدي ، ومنها واجهت المغارب كلها وخرج القاضي الشهيد علي بن يوسف الحماطي رحمة الله عليه وغيره إلى فيوش من أعمال عانز وغيرها وانفردوا وكانوا في مشاق بحيث أنهم كانوا كما أخبرني غير واحد من خواصهم امتنعوا من الأكل والشرب لشدة الإختفاء في الشواهق وأسفال البيوت لئلا يحتاجون إلى الخلاء لأنهم لا يظهرون إلا في الليل ثم خرج المخذول إلى بلاد يفعان موضعا منها يسمى السلف وقتل قوما وصلب آخرين، وسلخ جلودهم قاتله الله.
صفحة ٤٩٥