239

النبذة المشيرة إلى جمل من عيون السيرة

تصانيف

[كرامات الإمام]

ونذكر ما أشار إليه سيدنا المذكور رحمه الله تعالى في ذكر الكرامة العظمى السائرة في الآفاق، الشاهد بها سماعا وتواترا أخلاط الرفاق، وأهل الولاء والشقاق، وهي سماع الآتي، وسنذكر رواية في رؤيته إن شاء الله وهي ما أخبرني السيد المقام مهدي السراج من سادة صنعاء في رجب عام ثمان وعشرين وألف أنهم سمروا يعني سادة صنعاء ليلة عند الوزير حسن، وكان كثيرا ما يطلبهم لذلك في تلك الأيام، قال: ثم تفرقنا بعد مضي وهن من الليل، وكان مكاني بمسجد الأبهر وقد اشتهر في تلك الأيام المنادي كما تقدم وكنت في مكاني ولم أجد داعيا للنوم فخرجت باب منزلتي وعندي شيء آكله مما أعطونا من الفواكه، فسمعت الهاتف على العادة يصيح من أعلى القصر مرة وفي أسفل المدينة أخرى في صومعة الجامع وفي صومعة الإمام صلاح الدين ومواضع أخرى، ومع كل سماع للخيل دوي ووجبة عظيمة لأن الباشا حسن فرق خيلا قريبا من الصوامع ليغير على الصوت عند السماع لعلهم يجدون ذلك من فعل الآدميين مع أن الصوت ممدود لا يمكن الآدمي أن يمده كذلك، فإذا بطائر أبيض يقق كثيرا ملأ ما بين شرافتين ورجله كهذه وأرانا عمودا من حجارة العنب فوق الذراع الهادي، ورقبته أكثر من ذراع ثم نشر جناحيه فكان كل جناح كالثوب البنجالي الأبيض، ثم صوت وهو يراني وأراه يمد الصوت ويشق القاف بما لفظه: يا إمام قاسم وقد أخذتني الرعدة منه فحملت نفسي بما أمكن من القوة لأتواري من خوف الخيل لا تدركني فيظنوه إياي، وقال: اشهدوا على شهادتي وأن خرطومه كالزبرة[ق/159] الطويلة الدقيقة ورجليه حمراوتان وصفراوان وعرض الحجر التي أرانا شبه رجله ما يحيط بها الإبهامان والمسبحتان تقريبا للتقدير والله أعلم.

صفحة ٤٨٣