211

النبذة المشيرة إلى جمل من عيون السيرة

تصانيف

ذكر فتح بلاد صعدة.

قال السيد أحمد نفع الله به: فتح جهات خولان صعدة وما جرى فيها من الحوادث في الكرة الأولى يعني أول القيام، وقد كان الإمام علي عليه السلام جهز إلى جهات صعدة قبل وصول السيد عبدالله بن علي جماعة من أصحابه وهم الآتي ذكرهم في قضية رحبان فافتتحوا بلاد خولان جميعا، ووالاهم أهلها بعد حروب وقعت في نواحي حيدان وغيره وبقى من عسكر الترك جماعة في صعدة وجبل رازح، ثم تقدموا لحصار صعدة فاتفق فيها حروب صعبة وما أصيب به المسلمون في رحبان فإنه تقدم لحصار صعدة عدة من الأعيان بجموع كثيرة بعد فتح بلاد خولان، منهم السيد العلامة علي بن إبراهيم الحيداني أطال الله بقاه، ومنهم السيد الفاضل الزاهد العالم الشهيد علي بن محمد الجديري، ومنهم الشيخ [ق/140] بدر الدين محمد بن جابر الخياري من بلاد بني صريم، ومنهم القاضي شرف الدين الحسن بن علي بشاري، ومنهم من عمدة الرؤساء والأعيان الأمير الكبير الحسين بن محمد بن ناصر المنصوري الحمزي الجوفي وصنوه الأمير المهدي، وكانت الوقعة، وصفتها أن المجاهدين لزموا أعناب رحبان وبعض دورها فخرج أمير العجم فيها المسمى مصطفى وكان من عظمائهم ورؤسائهم وملوكهم فحصل تخاذل فاقتطع منهم نحو من خمسمائة فقتلوا واجتزت رؤوسهم، منهم الشيخ محمد الخياري، ومن أصحابه نيف وثمانون نفرا وهزم الباقون، وللأمير الحسين وصنوه في هذه الوقعة أثر عظيم وذكر فخيم فإنهما دافعا عن كثير من المسلمين، ونجا الأمير الحسين بن محمد واستشهد صنوه المهدي رحمه الله.

صفحة ٤٥٤