ولا زال شملكما جامعا .... كما قال جدك جم الأياد
ووالى الفتوح ووالى المنوح .... وأرغم بالنصر كل الأعاد
أهنيك يا خير داع إلى .... سبيل الرشاد ونهج السداد
أمولاي قد عم هذا السرور .... خواطر كل الدنا والبواد
ونال نوالكم كل من .... قصى ودنى من جميع البلاد
ولكن بباكم رفقة .... تخطتهم كل تلك الأياد
وما نالهم منه غير السماع .... وغير السرور الذي في الفؤاد
وهاهم على حالة ألبست .... جسومهم البيض ثوبي جداد
فأضحوا ومن حام ألوانهم .... وقد كان من سام طيب التلاد
وعادوا من بعد سكن البقاع .... بركة حالهم في الوهاد
[ق/138]
فإن لم تداركهم عطفة .... من الملك البر واري الزناد
فلا غرو إن كثرت منهم .... شكايا إلى كل جاء وغاد
وقال القاضي جمال الدين علي بن الحسين المسوري رحمه الله وقد أحس ما وقع من كيد الأشرار وخيانة الغدار هذه الكلمة مخاطبا بها الإمام عليه السلام:
على رغم أهل البغي أيدك الله .... وألبسك الفضل الذي أنت مولاه
وأولاك ما أولاك من أمر دينه .... وحسب امرء ما كان مولاه أولاه
بك أنعش الله الهدى فتبلجت .... مصابيحه وازداد حسنا محياه
محى بك آثار الضلال الذي ترى .... ذوي الجهل في ظلماء جهلهم تاهوا
فما سلكوا إلا طريق غواية .... كذاك من بالجهل إبليس أغراه نضاك إله العرش سيفا عليهم .... فأنت الصقيل العضب والضارب الله
صفحة ٤٥١