190

النبذة المشيرة إلى جمل من عيون السيرة

تصانيف

وأخبرني الشيخ أحمد بن علي خضر أن القاضي رحمه الله رجع من عند الإمام عليه السلام، وكانت طريقه على حي السيد عامر رحمه الله إلى سافوف وأنه لما انفصل من عنده يريد بلاد آنس وجهاتها، اتفق أن أهل جبل تيس خالفوا على السيد عامر رحمه الله ووالوا دولة كوكبان، وكاد المركز في سافوف يختل، فوصلت كتب السيد عامر إلى القاضي فأغار بأهل الحيمة واستعاد جبل تيس وصلح الحال، ثم عاد بلاد آنس فكان فيها نحو أربع سنين، وفي كلها حروب شديدة وقضايا عديدة، وأما القاضي جمال الدين علي بن صلاح الحضراني رحمه الله تعالى، فأخرجه مشائخ قائفة من رداع ووافوا له وعاد سالما، وأما سيدنا محمد العياني فغدر به بعض أهل اليمن وهو الشيخ السرحي صاحب سمارة ولزموه ومن معه وأدخلوه صنعاء، واغتالوه فيها رحمة الله عليه، ولم نعرف قبره، وأما سيدنا يوسف فبقي أياما في محبسهم، وكان ربما تظهر كتبه ونصائحه للمسلمين، والإشارة إلى القيام بما يجب لله من نصرة إمام الزمان من ذلك إلى ولده وغيره، ووصايا وحكم، وفي أيام حبسه حمله الترك أخذهم الله أن يكتب إلى الإمام في صلح مدة يكون فيها، وفيها، ولا غرض لهم إلا معرفة حاله بعد لزم الحماطي، وقد عرف ذلك القاضي رحمة الله عليه، فكتب إلى الإمام وبالغ في طلب الصلح، وفي إعطافه ما يفهم الإمام أنه معروض عليه يعني الكتاب محمول على كتابته.

صفحة ٤٣٣