[سخاؤه]
وأما سخاؤه: فمما يضرب به المثل أيضا ولا يختلف فيه أحد من أهل العقد والحل، بل ولا أهل السهل والجبل، وسيأتي في سيرته ما يشير إلى بعض ذلك، وإلا فظهوره يغني من أراد معرفته.
روي أن السيد العلامة محمد بن عبد الله الحوثي المقيم في صنعاء مع العجم، وكان من عيون العلماء فاسترسل في مخالطتهم حتى كان لهم لسانا ومعوانا، وله معهم في ذلك أخبار طويلة لا أحب ذكرها، والله ولي العفو عن المقصرين في حقوق الأئمة الهادين، أنه لما سأله كبراء العجم في صنعاء عن الإمام عليه السلام وقد وصل إليه إلى شهارة كما أخبرني مولانا أمير المؤمنين المؤيد بالله سلام الله على روحه الطاهرة أنه وصل إلى الإمام في الصلح الكبير الذي عقده مع جعفر باشا، وأنهم طلبوا منه يعني من السيد محمد أن يكتب لهم أخبارهم وسيرتهم في اليمن وحروبهم، ويرسلون بها إلى ملكهم في الروم، فقال: لا يتمكن إلا بأن يكون في حوث ليقرب من أخبار اليمن والشام، ويختلط به من يعرفه القضايا، ففعلوا له بذلك دارا قل مثلها في حوث في أيام الصلح، وقد رأيتها، وجعلوا في أعلاها السقايا[ق/8] للماء، فخالط الإمام عليه السلام مع ذلك على أنه يتحقق الأخبار، وكذا مما لا يتهمونه، فكان من جوابه عليهم أن هذا الرجل يعني الإمام عليه السلام أعجز من صفته.
صفحة ٢٣٠