نور الهدى وظلمات الضلال في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
مطبعة سفير
مكان النشر
الرياض
تصانيف
٢ - وقيل: الهدى.
قال الإمام الطبري ﵀: «وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله تعالى ذِكْرُهُ: وعد هؤلاء القوم أن يجعل لهم نورًا يمشون به، والقرآن مع اتِّباع النبي ﷺ نور لمن آمن بهما، وصدّقهما، وهدىً؛ لأن من آمن بذلك فقد اهتدى» (١).
وقال الحافظ ابن كثير ﵀: «يعني هدى يتبصّرون به من العمى والجهالة، ويغفر لكم، ففضلهم بالنور والمغفرة ... وهذه الآية (٢) كقوله تعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إن تَتَّقُواْ الله يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَالله ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ (٣).
وقال العلامة السعدي ﵀: ﴿وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ﴾: أي يُعطيكم علمًا، وهدىً، ونورًا تمشون به في ظلمات الجهل، ويغفر لكم السيئات ﴿وَالله ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾، فلا يستغرب كثرة هذا الثواب على فضل ذي الفضل العظيم، الذي عمّ فضله أهل السموات والأرض، فلا يخلو مخلوق من فضله طرفة عين، ولا أقلّ من ذلك» (٤).
وقوله تعالى: ﴿تَمْشُونَ بِهِ﴾، قيل: تمشون به في الناس تدعونهم إلى الإسلام (٥).
_________
(١) جامع البيان عن تأويل آي القرآن، ٢٣/ ٢١٣.
(٢) تفسير القرآن العظيم، ٤/ ٣١٨.
(٣) سورة الأنفال، الآية: ٢٩.
(٤) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، ص٧٨٣.
(٥) الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي، ١٧/ ٢٥٦.
1 / 50