نور الهدى وظلمات الضلال في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
مطبعة سفير
مكان النشر
الرياض
تصانيف
قال الإمام ابن القيم ﵀: «والحق أنه نور السموات والأرض بهذه الاعتبارات كلِّها» (١).
فالله ﷿ هادي أهل السموات والأرض، فهم بنوره إلى الحق يهتدون، وبهداه من الضلالة ينجون، وهو سبحانه منوِّر السموات والأرض، ومُدَبِّر الأمر فيهما: بنجومها، وشمسها، وقمرها، وهو ﷿ نور؛ فقد سمَّى نفسه نورًا، وجعل كتابه نورًا، ورسوله نورًا، ودينه نورًا، واحتجب عن خلقه بالنور، وجعل دار أوليائه نورًا تتلألأ (٢).
قال العلامة عبد الرحمن السعدي ﵀: «﴿الله نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ﴾، الحسي والمعنوي، وذلك أنه تعالى بذاته نور، وحجابه نور، الذي لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه، وبه استنار العرش، والكرسي، والشمس، والقمر، والنور، وبه استنارت الجنة. وكذلك المعنوي يرجع إلى الله: فكتابه نور، وشرعه نور، والإيمان والمعرفة في قلوب رسله وعباده المؤمنين نور، فلولا نوره تعالى لتراكمت الظلمات؛ ولهذا كل محل يفقد نوره فَثمَّ الظلمة والحصر» (٣).
والنور يضاف إلى الله ﷿ على وجهين: إضافة صفة إلى موصوفها، وإضافة مفعول إلى فاعله، فالأول كقوله تعالى: ﴿وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ
_________
(١) اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية، ٢/ ٤٦.
(٢) انظر: المرجع السابق، ٢/ ٤٤.
(٣) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي، ص٥١٧.
1 / 19