أعلام المدرسة الحديثية البغدادية المعاصرة

عبد القادر المحمدي ت. غير معلوم

أعلام المدرسة الحديثية البغدادية المعاصرة

الناشر

بحث مقدم في المؤتمر العلمي الثاني في جامعة الأنبار ١٢/جمادي الأول /١٤٣٣هـ

تصانيف

أعلام المدرسة الحديثية البغدادية المعاصرة أصالة وابداع بقلم الأستاذ الدكتور عبد القادر مصطفى المحمدي الجامعة العراقية

1 / 1

توطئة إنّ الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأنّ محمدًا عبده ورسوله، أما بعد: فمن المعلوم أنّ مدينة السلام (بغداد) كان لها الدور الأكبر في نشر العلوم والثقافة في العالم، قال الخطيب البغدادي وهو يصف أقاليم الأرض،"العراق سرة الدنيا .. وفيه بغداد صفوة الأرض ووسطها" (١). وروى الخطيب بسنده عن يونس بن عبد الأعلى، قال: قال لي محمد بن إدريس: يا يونس دخلت بغداد؟ قلت: لا. قال: يا يونس ما رأيت الدنيا، ولا رأيت الناس." (٢). وقد برع فيها أهل اللغة، والأدب، والفقه، والسياسة، والرياضيات، والفلك، والطب، الخ .... ونال فيها علم الحديث النبوي -رواية ودراية- الحظ الأفر، فظهر فيها علماء أفذاذ، حفظة ونقدة، حفظوا سنة نبيهم من الدخلة والمنتحلين والباطنيين، فغربلوا الرويات، وميزوا الصحيح من السقيم، فكان الناس عيال على أهل العراق عامة في التفتيش عن الأسانيد والتنقيب عن الرواة، وقد نصَّ يحيى القطان أنّ عامر الشعبي الكوفي ت (١٠٣هـ) هو أوّل من فتش عن الرجال (٣).وكذا الإمام محمد بن سيرين البصري ت (١١٠هـ)،وشعبة بن الحجاج الواسطي ت (١٦٠هـ) (٤)، وسفيان الثوري الكوفي ت (١٦١هـ)،ويحيى بن سعيد القطان البصري ت (١٩٨هـ)،وعبد الله بن المبارك البصري ت (١٩٨هـ)، وعلى بن المديني الكوفي ت (٢٣٤هـ)،ودرّة العراق محمد بن عبد الله بن نمير (٢٣٤هـ). أما البغاددة: فمن أجلتهم: أحمد بن نصر الخزاعي البغدادي، المصلوب ت (٢٣١هـ)،ويحيى بن معين البغدادي ت (٢٣٣هـ)،وأحمد بن حنبل البغدادي (٢٤١هـ)، وأحمد بن منصور الرمادي البغدادي ت (٢٦٥هـ)،وصالح بن محمد (جزرة) البغدادي ت (٢٩٣هـ) وعباس بن محمد الدوري البغدادي

(١) تاريخ بغداد ١/ ٣٢٠ بتصرف يسير. (٢) تاريخ بغداد ١/ ٣٤٧.ونقل مثله عن شعبة ١/ ٣٤٦. (٣) ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل ص١٧٢. (٤) قال ابن حبان في الثقات ٦/ ٤٤٦:" هو أوّل من فتش بالعراق عن أمر المحدثين وجانب الضعفاء والمتروكين حتى صار علما يقتدى به ثم تبعه عليه بعده أهل العراق". وأصل القول هو لصالح جزرة ينظر مقدمة ابن الصلاح ص٣٣٨.

1 / 2

ت (٣٧١هـ)،والحافظ علي بن عمر الدارقطني البغدادي ت (٣٨٥هـ)،والخطيب البغدادي ت (٤٦٣هـ)،وغيرهم خلق كثير. فكانت بغداد مستقر العلماء، وموطن الصالحين والأولياء، وحسب بغداد أن أخرجت لنا إمام الزهد والعلم والورع في زمانه، أحمد بن حنبل، وإمام الجرح والتعديل يحيى بن معين، وإمام التزكية والورع بشر بن الحارث الحافي ﵏ جميعًا، وغيرهما كثير. فكان لزاما ً على العلم أنْ يدخل بغداد وينهل من علمائها، ويدرس في حلقاتها، ويعرض علمه بين يدي أجلة العلماء كيما يثق الناس بعلمه، ويتلقاه الناس بالقبول. قال الحسن بن عرفة:" من لم يوثقه أهل بغداد فقد سقط، هم جهابذة العلم" (١). قال الخطيب معقبًا:" فأهل بغداد موصوفون بحسن المعرفة والتثبت في أخذ الحديث وآدابه وشدة الورع في روايته، اشتهر ذلك عنهم وعرفوا به" (٢). وكنت أحبّ أن أترجم -في هذا المؤتمر المبارك- لأعلام بغداد من المحدثين المتقدمين كالإمام ابن معين واحمد ... رحمهما الله تعالى بيدأن هذا المحور-في المؤتمر- يلزمنا بالمعاصرين، وهي خطوة ممتازة يحتاجها طلبة العلم، وهو منهج أئمة التراجم والسير فهم يؤرخون لأعلام زمانهم، وغالبا ما يترجمون لأنفسهم، ومن هذا المنطلق آثرت أن أترجم لأشهر أعلام المدرسة الحديثية البغدادية من المعاصرين، ولضيق الوقت قصرت على أهم ثلاثة من هؤلاء الاعلام فابتدأت بشيخ مشايخنا العلامة عبد الكريم أبي الصاعقة ﵀، ثم ثنيت بشيخنا صبحي السامرائي، وختمت باستاذنا المحقق الدكتور بشار عواد معروف. ومما يعرفه أهل التراجم والسير أنّ ترجمة الأعلام المعاصرة تعتمد على كتب التراجم وعلى المشافهات إن أمكن، لذا اعتمدت في ترجمة شيخ مشايخنا العلامة عبد الكريم أبي الصاعقة البغدادي على ما سمعته من سيرته من تلميذه النجيب شيخنا المحقق صبحي السامرائي، ومن تلميذه الشيخ ابراهيم منير المدرس، وعلى كتاب (تاريخ علماء بغداد في القرن الرابع عشر الهجري) لأستاذنا يونس ابراهيم السامرائي ﵀-وهو أول من ترجم له على حد علمي، ثم على ما وجدته في بعض المقالات التي نشرت على الساحة العنكبوتية

(١) تاريخ بغداد ١/ ٣٤٥. (٢) المصدر نفسه.

1 / 3

وأفضلها كتاب (نعمة المنان) للشيخ محمد غازي البغدادي، وهو ثبت شيخنا العلامة صبحي السامرائي البغدادي، كون المترجِم لم يدرك عصره. وأما في ترجمة شيخنا ومجيزنا العلامة السيد صبحي السامرائي البغدادي فقد اعتمدنا أولا على مجلسه في بغداد، ومشاهداتنا في تلك المجالس، وعلى ما سمعناه بعد من أصدقائه وطلابه، وكذا على ما خطه يراع الأخ الشيخ محمد غازي في (نعمة المنان)،ثم ارسلت له هذا الملخص وأقره حفظه الله تعالى. وفي ترجمة استاذنا ومجيزنا العلامة النقاد بشار عواد معروف العبيدي البغدادي، فقد اعتمدنا على سماعنا منه أولًا، ثم أتصلت به في عمّان أرسلت له الترجمة فأقرها ومهرها بمهره. وأخيرًا أقول: هذا جهد المقل، وبضاعة مزجاة، أسأل الله تعالى أن نكون قد وفقنا في سير هؤلاء الجهابذ، رحم الله مشياخنا وأجزل لهم العطاء في الدارين. والحمد لله رب العالمين

1 / 4

المبحث الأول ترجمة الشيخ العلامة عبد الكريم صاعقة -رحمه الله تعالى- أولًا: الأسرة والمولد: عبد الكريم بن السيد عباس آل الوزير، اليماني، البغدادي، العلامة، الشَّيخ الفطن الأريب ذو السمت البَهي والذكاء، والأَدب الظَّاهر، والحفظ الباهر، والفطنة النقادة، والقريحة المنقادة، رحمه الله تعالى. ولادته: ولد الشيخ رحمه الله تعالى ببغداد، بمحلة باب الأزج "باب الشيخ" حاليًا سنة: ١٢٨٥هـ-١٨٦٧م. (١). نسبه: الحسني الشيخلي الأزجي، أصله يماني (٢). لقبه: أبو الصاعقة. وقيل: لقب به نسبة الى مجلته (الصاعقة) (٣). عائلته: نزحت عائلة الشيخ ﵀ وهي من الأشراف الحسنية من اليمن قبل قرنين من الزمن إلى حماة، ومن ثمَّ استقرت في بغداد (٤). ووالد: الحاج السيد عباس الشيخلي من أعيان بغداد، وهو تاجر سجاد (٥) معروف وله مجلس أدب يحضره أكابر علماء بغداد وأعيانها. ثانيًا: نشأته: كان الشيخ ﵀ وحيد والده (٦)،لذا أولاه والده عناية مميزة، إذ طاف به على علماء بغداد وقتئذٍ، فترعرع بين كتاتيب بغداد إلتزم بداية حياته العلمية حلقة ومجلس علامة بغداد حينها (نعمان خير الدين الآلوسي) فتعلم القراءة والكتابة والخط وتلاوة القرآن الكريم (٧).

(١) تاريخ علماء بغداد في القرن الرابع عشر الهجري، د. يونس السامرائي ص٤٣٧،ونعمة المنان ثبت شيخنا صبحي السامرائي، تأليف محمد غازي البغدادي ص٢٢،وعلامة العراق عبد الكريم الصاعقة سيرة ودعوة، مرشد الحياني، مقال منشور على موقع معهد القراءات القرانية، ص١. (٢) تاريخ علماء بغداد ص٤٣٧،ونعمة المنان ص٢٢،وعلامة العراق عبد الكريم الصاعقة ص١. (٣) تاريخ علماء بغداد ص٤٣٧. (٤) تاريخ علماء بغداد ص٤٣٧،ونعمة المنان ص٢٢،وعلامة العراق ص١. (٥) أهل العراق يسمونها بلهجتهم: (زوالي). (٦) نعمة المنان ص٢٣. (٧) تاريخ علماء بغداد ص٤٣٧.

1 / 5

ثالثًا: مذهبه الفقهي: ابتدأ الشيخ كغيره من طلبة العلم آنذاك حياته العلمية من الحلقات العلمية في المساجد، فأخذه أبوه إلى علامة بغداد ومحدثها الشيخ الفقيه نعمان أفندي ابن أبي الثناء الآلوسي المفسر، في مدرسة الشيخ عبد القادر الجيلي رحمه الله تعالى، وهو حنفي المذهب فتتلمذ الشيخ الصاعقة على يديه ونهل من معينه الصافي، فجمع له من شيخه الألوسي، سلامة المعتقد، وفقه وأصوله وعلم حديث، "كان يستظهر الكتب الستة سندًا ومتنًا، وله مؤلفات تدل على غزارة علمه وصحة عقيدته لا يزال أكثرها مخطوطًا معرضًا للتلف أو السرقة " (١). أما عن مذهبه الفقهي فلم أقف عليه، فلعله كان على طريقة ابن تيمية ﵀، ومن قبله من أهل الحديث، فهو كان متأثرا جدًا بشيخ الاسلام، علما أنه كان يبجل أئمة المذاهب مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد، بيد أنه كان يولي مذهب الشافعي اهتمامًا خاصًا فكان"يعجبه علم الشافعي ودقة استنباطه المسائل" (٢) رابعًا: شيوخه، وتلامذته: حضى الشيخ عبد الكريم رحمه الله تعالى بجلة من علماء العراق يندر أن يجتمع لأحد في العراق في زمانه وبعده إلى يوم الناس، فمن أجلهم (٣): ١ - الشيخ شاكر ابن أبي الثناء محمود أفندي الآلوسي. ٢ - علامة العراق الأديب العلامة السيد محمود شكري الآلوسي (ت ١٣٤٢هـ). ٣ - الشيخ الفقيه نعمان أفندي بن أبي الثناء الآلوسي المفسر (ت ١٣٧١هـ). ٤ - الشيخ محمد بن أحمد العسافي النجدي البغدادي.

(١) نعمة المنان ص ٢٤. (٢) تاريخ علماء بغداد ص٤٣٩ ... . (٣) ينظر: تاريخ علماء بغداد ص٤٣٧ - ٤٣٨،ونعمة المنان ص٢٣،وعلاّمة العراق ص١٨.

1 / 6

٥ - الشيخ العلامة الأديب محمد بهجت الأثري البغدادي. ٦ - الشيخ الأستاذ عبد اللطيف ثنيان. ٧ - الشيخ الشيخ أحمد شاكر الالوسي. ٨ - الشيخ عبد السلام الشواف النجدي البغدادي. ٩ - الشيخ الأديب الشاعر يوسف حسن أبي إسماعيل بن قاضي القضاة في خانفور محمد حسن الخانفوري الهزاروي البنجابي. ١٠ - الشيخ بدر الدين الحسيني الغزي، محدث المسجد الأموي. ١١ - الشيخ محسن السبيعي اليماني. ١٢ - الشيخ الفقيه المحدث عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ، وهو من اقرانه. ١٣ - الشيخ المحدث الشيخ شعيب بن عبد الرحمن المغربي المكي. ١٤ - الشيخ زين الفرقدين حسين بن محسن الانصاري السبيعي. أما تلامذته (١): ١ - الشيخ محدث بغداد شيخنا أبو عبد الرحمن السيد صبحي البدري البغدادي. ٢ - الشيخ الداعية عدنان بن عبد المجيد الطائي. ٣ - الأستاذ الدكتور الشيخ عزت بن خليل العزيزي الأردني. ٤ - الشيخ الداعية الشهيد -بإذن الله- عبد الخالق عثمان. ٥ - الشيخ محمد سعيد العزاوي المعروف بـ (الجركجي). ٦ - الشيخ صالح عبد الله سرية الفلسطيني. ٧ - الاستاذ عبد الحميد نادر. ٨ - الأستاذ الداعية أبو معاذ عبد الحميد الأعظمي ﵀. ٩ - الحاج صبري الكركوكلي. ١٠ - الأستاذ الداعية الشيخ عبد الرزاق العاني.

(١) نعمة المنان ص٢٩،وعلامة العراق ص١٠.

1 / 7

١١ - الملا صبحي الكرخي. ١٢ - الشيخ أبو عذراء عبد الرزاق البريد. ١٣ - الشيخ الفاضل أبو محمد نوري القاسم. ١٤ - آخر تلامذته الأستاذ عبد القادر قرأ الجزء الأول من صحيح البخاري وما أتمه حتى توفي الشيخ ﵀ وأتم الباقي على الشيخ صبحي في جامع اللآصفية وقد درس في الأزهر. خامسًا: شجاعته وورعه: كان الشيخ داعية إلى الله تعالى، آمرًا بالمعروف ناهيا عن المنكر، فذكر غير واحد من تلامذته عنه:"أنّه كان جالسًا في مقهى البيروتي يحث النّاس ويدعوهم فبلغ بهم الحماس أنّ خرجوا في مظاهرة حتى وصلت أمام القشلة، وهي ديوان الحكم ومركز الوالي، هاتفًا بسقوط الأتراك وإقامة دولة إسلامية، وتدرس القرآن باللغة العربية. فأصدرت الأوامر بإلقاء القبض عليه فهرب إلى حلب، فوجد جبارًا من جبابرة الأرض هو الظالم جمال السفاح فخطب في الناس يحرضهم على ظلمه وعدوانه فأمر بإعدامه ففر بدينه إلى نجد" (١). وذكر الشيخ السامرائي قصة خروجه من بغداد تختلف عنها فقال:"اضطهد أيام الاتحاديين في أواخر الحكم العثماني لاتباعهم السياسة العنصرية، وحربهم للغة العرب ودعا على صفحات جريدته (الصاعقة) إلى وحدة المسلمين بقيادة العرب إذ أنه كان يعتقد بإمامة العرب السياسية، لذلك هرب إلى نجد، ثم الحجاز أيام الشريف حسين، والتقى بأكابر العلماء هناك .. " (٢).وبقي هناك قرابة العامين. والتوفيق بينهما أنه خرج في تلك المظاهرة المشهودة ثم كتب في مجلته (الصاعقة) فحدث ما حدث والله أعلم. ومما يذكر في شجاعته: كلامه مع الملك فيصل حول إشراف أولي الأمر على صلاة الجماعة والوعظ داخل الجيش مقارنة بالسعودية أغضبت الملك فنقل الشيخ إلى مسجد الحيدر خانة (٣).

(١) نعمة المنان ص٢٦. (٢) تاريخ علماء بغداد ص٤٣٩. (٣) المصدر نفسه.

1 / 8

وكذا لما ورد مكة وجد بعض غلاة الصوفية آنذاك في الحرم المكي يذكرون بطريقة بدعية منكرة، فكانوا يرقصون ويقومون بالأوراد البدعية. فأنكر عليهم الشيخ، وحاربهم وعاونه في ذلك رفاقه عمر حمدان وشعيب المكي ووافقهم بأمر من الشريف حسين. وفي يوم كان في مجلس أحد أفراد عائلة آل الشيخ الحاكمة فأنكر عليه اتخاذه النساء جوارٍ من غير حرب، فكاد هذا الرجل أن يقتله حتى أجاره أحد أحفاد آل الشيخ، ونصح الشيخ أن لا يبقى فخرج إلى الكويت (١). وروى الشيخ عدنان الأمين قال: "جئت ذات يوم إلى مسجد عثمان أفندي ففتح الشيخ الباب، وبدأت أدرس وأقرأ درسي في (تجريد البخاري) وكان الدرس في أبواب الشفعة، فلما قرأت حديث سعد ... جهش الشيخ بالبكاء حتى أشفقت عليه" (٢). وقد عاش الشيخ ﵀ عيشة الكفاف، براتب يسير، فنقل تلامتذه الشيخ أن راتبه يكفيه لأكله وشربه وشراء الكتب وتربية القطط داخل المسجد الذي هو فيه. وذكر أن الشيخ رفض عرضًا مغريًا قدمه له أمير الكويت حين زار العراق عام (١٩٥٢)،ولم يذكر طبيعة ذلك العرض، ولكن في الغالب يكون مبلغًا ماليًا أو وظيفة في الكويت، ونحوها. سادسًا: رحلاته في طلب العلم: ذكرنا قريبًا أنه ﵀ فرّ متسللًا من العراق، وذلك عام ١٩٢٣م لما طلب فيها فخرج الى حلب الشهباء فالتقى هناك بشيخه العلامة بدر الدين الحسيني الغزي، محدث المسجد الأموي، وغيره من أكابر علماء الشام. ثم خرج إلى مكة المكرمة فالتقى بشيخ مشايخنا العلامة المحدث المجيز عمر بن حمدان المحرسي التونسي رحمه الله تعالى، والعلامة المحدث الشيخ شعيب بن عبد الرحمن المغربي المكي، والعلامة الفقيه المحدث عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ. ثم رحل الشيخ عبد الكريم ﵀ إلى الهند والتقى بها أكابر أهل العلم كما أخذ عن العلامة زين الفرقدين حسين بن محسن الانصاري السبيعي.

(١) نعمة المنان ص٢٤. (٢) نعمة المنان ص٣٨.

1 / 9

سابعًا: محاولة اغتيال الشيخ: لما خرج الشيخ ﵀ إلى الكويت بعد فراره من بلاد الحرمين الشريفين، أرسلت إليه السلطات العثمانية من يقتله، فرأى القاتل رجلًا فشبّه له بالشيخ الصاعقة فقتله، وأنجى الله الشيخ. ثامنًا: جريدته الصاعقة: أنشأ الشيخ جريدته الغراء (الصاعقة) (١) التي ارتبطت به وارتبط بها، حتى أنه عرف بها (أبو الصاعقة)،فكان العدد الأول منها في (٨/ ٥/١٩١١)، وكان هو المحرر ورئيس التحرير وصاحب الامتياز الوحيد فيها، وقد صدرت منها أعداد قليلة حيث أقفلتها السلطات العثمانية آنذاك، لأنه كان يكتب بقوة ووضوح، وبلسان لاذع لمنهج الحكام آنذاك. والذي يبدو أن جريدة (الصاعقة) لم تحصل على موافقة رسمية من السلطة، ولم يكن بمقدور الشيخ الحصول على ذلك، لمعارضته للسلطة من جهة، ولكونه يمثل تيارًا سلفيًا من جهة ثانية، كما ذكر سليمان الفيضي في مذكراته قال:" وفي آب / ١٩١٠ ثم صدرت جريدة الرصافة لصاحبها صادق الأعرجي صدرت عوضا عنها جريدة الصاعقة التي كان يملك إمتيازها عبد الكريم الشيخلي وغضب الوالي على هذا التحايل فأوعز إلى بعض السوقة والرعاع بتقديم الشكاوى على الأعرجي وأوقفه في السراي فتجمهر خلق كثير احتجاجا على توقيفه وأمطروا استانبول بالبرقيات الشديدة اللهجة وأطلق سراحه " (٢). واسم الجريدة يدل على معناها (صاعقة)،فكانت بحق صاعقة على رؤوس المفسدين. تاسعًا: وظائفه (٣) قال الدكتور يونس ﵀:"كان ﵀ ورعًا زاهدًا في الوظيفة فلم يقبل سوى وظيفة الإمامة والخطابة .... " (٤).وهذا فيه اشارة إلى أنه قد عرضت عليه وظائف فرفضها. بيد أنّ الأخ مرشد الحيالي قال:"لم يتم تعينه في وظيفة حكومية لموقف الحكومة العثمانية منه " (٥).

(١) ذكر الشيخ محمد غازي في نعمة المنان ص٥٨،أنّ الشيخ أنشأ الجريدة بعد عودته من رحلته إلى نجد، والصحيح أنه أنشأها قبل رحلته لأنه رحل عام ١٩٢٣م. (٢) مذكرات سليمان الفيضي، ص٩٥،ونعمة المنان ص٢٧. (٣) تاريخ علماء بغداد ص ٤٣٨،ونعمة المنان ص ٢٧،وص٥. (٤) تاريخ علماء بغداد ص٤٣٨. (٥) علامة العراق ص٥.

1 / 10

١ - إمام وخطيب في مسجد المهدية قرب محلة الفضل بجانب الرصافة ببغداد عام (١٩٢١). ٢ - إمام وخطيب مسجد عثمان أفندي الواقع في سوق الصاغة قرب سوق الوراقين "السراي"،وهي خلف مكتبة المثنى الآن، بجانب الرصافة ببغداد. ٣ - إمام وخطيب جامع صدر الدين من ١٩٣٧ - ١٩٤٨ م. عاشرًا: صفاته: قال شيخنا صبحي السامرائي:" كان الشيخ عبد الكريم الصاعقة ﵀ مهيب الجانب غيورًا لله شديد الغضب لدين الله محاربًا للبدع والخرافات والأهواء شديد التمسك بكتاب الله وسنة نبيه ﷺ كثير الصلاة والصيام والعبادة، عفيف النفس سخيًا كريمًا محبًا للعلم وطلبته، حريصًا على الدرس صبورًا على الفتيا ﵀ وجعله في جنات النعيم، وكان في درسه حافظًا للمتن مستظهرًا للشرح، غالبًا ما يمسك بأصل كتابه عندما يقرأ الطالب ومع أحد الشروح كالفتح وغيره- وكذلك يحضر بين يديه أحد كتب الرجال مثل ميزان الاعتدال للذهبي -" (١). أحد عشر: بعض آرائه الفقهية (٢): - كان يرى المسح على ظاهر الخفين مع باطنهما، وأنه يرى جواز المسح على الجوربين بدون شرط سوى إدخالها طاهرتين. - وكان يرى كفر تارك الصلاة. الكفر الأكبر المخرج من الملة وفي ذلك قصة، أن رجلا أتاه قد طلق امرأته ثلاثا بمجلس واحد فسأله الشيخ (قبل الجواب، هل تصلي؟) فقال نعم فقال له "راجع زوجتك ولا تعد لمثلها ولو كنت لا تصلي فأنت كافر فلا تحاسب بشيء! ". - وكان يرى وجوب قراءة الفاتحة للمأموم وإن جهر الإمام،-وهو قول بعض الصحابة والفقهاء-. - وأن المطلق ثلاث طلقات بمجلس واحد يقع طلقة واحدة-وهي فتيا شيخ الاسلام ابن تيمية-. - وكان يرى جواز الأخذ من اللحية.

(١) نعمة المنان ص٣١. (٢) ينظر: تاريخ علماء بغداد ص٤٤٠،ونعمة المنان ص٣٨،وص

1 / 11

- وقد أفتى أهل بغداد بحرمة الصلاة في جامع عبد القادر الكيلاني، وجامع معروف الكرخي وجامع موسى الكاظم وغيرها، لأنها قبور للمسلمين بنيت عليها المساجد واتخذها الناس آلهة من دون الله. اثنا عشر: وصيته ووفاته: أوصى الشيخ رحمه الله تعالى بوقف مكتبته (١) على جامع الدهان (٢)،في الأعظمية، وكتب حجة الوقفية بحضور القاضي الشرعي وشهد على الوصية تلميذاه: الشيخ عدنان، والشيخ نوري، وأعطاهما مالًا ورثه من ابن عم له "٤٠٠٠" دينارًا وأمرهما أن تُدفع زكاته وتوزع على فقراء أهل السنة، وإيداع الباقي، وأوصى بكتب المنطق التي عنده أن تحرق لأنها كتب ضلال واشترط في وصيته أن تكون مكتبة عامة يقصدها طلاب العلم (٣). وأصيب الشيخ ﵀ بورم في رأسه أدى إلى وفاته عام ١٣٧٩هـ، الموفق: ٧/ ١٢/ ١٩٥٩م، بعد رحلة دامت اثنتين وتسعين عامًا قضاه بين الوحيين (الكتاب والسنة)،تعليمًا ودفاعًا عنهما. ولم يترك العلم والفتيا في آخر لحظاته فكان يسأله طلابه وهو على فراش موته ويجيبهم ﵀. يقول الدكتور يونس:"لم يتغير تفكيره ولم ينس شيئا، وكان يجيب المسائل وهو على فراش الموت من غير ملل ولا ضجر" (٤). وذكر صاحب نعمة المنان أن تشيعه كان مهيبًا، فقال:" وحضر جنازته حشد كبير من الناس، وصلي عليه في جامع الدهان. وكانت جنازة من جنائز أهل السنة، فكانت كما قال الإمام أحمد:" يا أهل البدع بيننا وبينكم الجنائز (٥) ". (٦)،. ودفن ﵀ في مقبرة الغزالي (٧).

(١) ذكر اسماءها: الأخ مرشد الحيالي، في مقال له بعنوان: (مكتبة الشيخ عبد الكريم الصاعقة ﵀، نشره على موقع الألوكة بتاريخ ٢٤/ذي القعدة/١٤٣٠هـ (٢) ينظر: تاريخ علماء بغداد ص٤٣٨. (٣) ينظر: نعمة المنان ص٣٨،ومكتبة الشيخ عبد الكريم الصاعقة. (٤) تاريخ علماء بغداد ص٤٤٠. (٥) ذكرها الدارقطني، سؤالات السلمي (٤٣٧)،وسير أعلام النبلاء ١١/ ٣٤١. (٦) نعمة المنان ص٣٨. (٧) ينظر: تاريخ علماء بغداد ص ٤٤٠،ومرشد ص ١٧.

1 / 12

ثلاثة عشر آثاره: له مؤلفات قيمة منها (١): ١ - أصول الحديث. ٢ - رسالة في مختلف الحديث. ٣ - رسالة في أصول الفقه. ٤ - معارضة الحنفية لأقوال خير البرية ﷺ. ٥ - مجموعة إجازاته العلمية. ٦ - فتاوى فقهية بالدليل. ٧ - نظرات في التفسير. قلت: عرضت هذه الترجمة على تلميذه النجيب شيخنا صبحي السامرائي فأقرها ووافق عليه. رحم الله علامتنا الكبير، وجمعنا الله به مع النبي ﷺ وأصحابه الكرام.

(١) ينظر: تاريخ علماء بغداد ص٤٤٠،ونعمة المنان ص٣٨ - ٣٩. وذكر أبو عمر الدوسري على ملتقى أهل الحديث قصة عجيبة، في تشييع الشيخ الصاعقة:"وكان تشييعه بسيطًا ومختصرًا بحيث لم يحضر لدفنه كثير من التلامذة والأحباب لظروف البلد السياسية والمضطربة عام (١٩٥٩م) "؟ وهو بخلاف المشهور عن تلك الحادثة.

المبحث الثاني الشيخ صبحي السامرائي حفظه الله أولًا: الأسرة والمولد (١): هو أبو عبد الرحمن، صبحي بن جاسم بن حميد بن حمد بن صالح بن مصطفى بن حسن بن عثمان بن دولة بن محمد بن بدري البدري، السامرائي، البغدادي. المحقق المتقن، كريم اليد، طيب الخلق والمعشر، الداعية. وأمه: بنت عبد الكريم (ولادتها ببغداد عام ١٩١٠م) ابن حافظ بن محمد بن حسن بن عسّاف بن حسين بن بدر المثنى بن بدري. * ولادته: ولد ببغداد سنة١٣٥٥هـ-١٩٣٦م، في محلة العاجلين قرب محلة العمّار جانب الرصافة ببغداد. * نشأته: نشأ الشيخ في اسرة كريمة متدينة، إرسله أبوه إلى المسجد ليحفظ القرآن الكريم، فدرس الشيخ مبادئ التجويد على الشيخ الملا كاظم أحمد الشيخلي الحنفي إمام وخطيب جامع السيد سلطان علي، وهو أول شيخ له.

(١) وينظر: تاريخ علماء بغداد ص٢٨٥،نعمة المنان ص٩.

1 / 13

ثم دخل المدرسة الابتدائية، وأكمل الدراسة الثانوية، ودخل كلية الشرطة، وتخرج فيها عام ١٩٥١م، وتدرج حتى وصل إلى رتبة عقيد في الشرطة ثم أحيل على التقاعد سنة ١٩٧٧م. ومنصبه هذا كان مرموقًا جدًا في ذاك الوقت، ولكنه لم يصرفه عن طلب العلم فهو لزم شيخه عبد الكريم صاعقة، واختص به حتى كان فيه أوّل، ولا يقدم عليه أحد. ثانيًا: شيوخه، وتلامذته (١): - أما شيوخ الشيخ صبحي فمن أجلهم: ١ - الشيخ محدث العراق السيد عبد الكريم بن السيد عباس آل الوزير الحسني الشيخلي الأزجي الملقب بأبي الصاعقة. ٢ - العلامة المحدث والفقيه الإمام البحر عبيد الله بن العلامة عبد السلام المباركفوري الرحماني صاحب "مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح". ٣ - الشيخ المحدث الفقيه المحقق حبيب الرحمن الأعظمي الهندي (١٣١٩ - ١٤١٢هـ). ٤ - الشيخ المحدث الورع الإمام الرباني محمد الحافظ بن عبد اللطيف بن سالم التجاني القاهري المالكي. ٥ - محدث تونس الشيخ محمد الشاذلي الشيخ محمد الصادق النيفر التونسي المالكي (١٤١٨هـ). ٦ - الشيخ الأديب الفقيه السيد شاكر بن السيد محمود الحسيني البدري السامرائي ثم البغدادي. ٧ - الشيخ محمد عبد الوهاب البحيري المصري. ٨ - الشيخ المحدث محمد التهامي مسند المغرب. ٩ - الشيخ محمود المفتي الباكستاني. ١٠ - الشيخ المسند السيد محمود نور الدين البريفكاني الكردي. وأما تلامذته (٢):- فللشيخ طلبة منتشرون في أصقاع الدنيا، أكثر من أنْ أسردهم في هذا السفر الصغير، ولكن أذكر أشهرهم، فمن خارج العراق.

(١) وينظر: تاريخ علماء بغداد ص٢٨٦. (٢) ينظر: نعمة المنان ص١٧.

1 / 14

١ - الدكتور يوسف بن عبد الرحمن المرعشلي. ٢ - الشيخ الدكتور عبد الملك بن عبد الله بن دهيش. ٣ - الشيخ عبد الله العقيل. ٤ - الشيخ بدر بن طامي العتيبي. ٥ - الشيخ عبد الله بن ناجي المخلافي. ٦ - الشيخ محمد بن ناصر العجمي. وأما من العراق: فمنهم: ١ - أبو عبد الله بسام عصام الحسيني المشايخي البغدادي. ٢ - أبو محمد جاسم محمد عبد الله القادري. ٣ - أبو أحمد جهاد حسن الداودي البغدادي. ٤ - أبو الحسنات حسنين سلمان الربيعي البغدادي. ٥ - أبو عبد الرحمن رياض حسين الطائي. ٦ - أبو محمد رياض هاشم العاني الأعظمي. ٧ - أبو أحمد صادق جعفر العجلي. ٨ - أبو حذيفة طه علي داود العبيدي الكركوكي. ٩ - عبد الجبار رهيف الطائي البغدادي. ١٠ - عدنان عبد المجيد الأمين وهو قرينه في طلب العلم. ١١ - د. فهمي أحمد القزاز. ١٢ - د. أبو حارث، ماهر ياسين الفحل. ١٣ - د. محمد حازم بن محمد نوري. ١٤ - أبو الطيب محمد غازي داود القرشي البغدادي. ١٥ - د. مصطفى اسماعيل الأعظمي. ١٦ - د. مظفر شاكر الحياني. ١٧ - د. منذر داود محمود الأزجي البغدادي. ١٨ - العبد الفقير إلى رحمة الرحمن عبد القادر مصطفى المحمدي كاتب هذا السفر. وللشيخ طلبة في بلاد الله الواسعة شرقًا وغربًا. رابعًا: مذهبه الفقهي: سبق وأن ذكرنا أنّ أوّل مشايخه كاظم الشيخلي كان حنفيًا، فتمذهب أولًا على المذهب الحنفي، وهو المذاهب السائد آنذاك، ثم صحب شيخه الصاعقة فتأثر، والذي يظهر لي من خلال كلام شيخنا صبحي أنّه شافعي المذهب، والله أعلم.

1 / 15

خامسًا: سمته وأخلاقه (١): عرف الشيخ بين كل طلابه بكرمه وجوده، فبالكاد تجد منزله يخلو من طلبة العلم، وما من طالب علم في الحديث وغيره إلاّ وانتفع من الشيخ صبحي ومكتبته العامرة. وقد انتفع الشيخ من عمله في جامعة الإمام محمد بن سعود، ومن رحلته فحصل على نسخ من المخطوطات الفريدة، فصوّر ما استطاع من ذلك، ومما يشهد له أنه بذلها بين يدي طلبة العلم، فلم أرَ أو اسمع في زماننا من جاد لطلبة العلم ما جاد به شيخنا فلم يبخل وكان بامكانه أن يكون تاجرًا لو اراد أن يبيعها، ولكن جوده وكرمه وخلقه منعه من ذلك، وقد سمعت كبار علماء العراق يثنون على صنيعه كشيخنا الفاضل هاشم جميل، واستاذنا الدكتور بشار عواد، والشيخ حارث الضاري، وغيرهم،"فكوّن مكتبته هي الوحيدة في العراق جمعت نفائس المصورات من المخطوطات من مكتبات العالم فمن الظاهرية إلى مكتبات تركيا إلى دار الكتب المصرية إلى المغرب إلى برلين إلى جستربتي إلى برنستون، ناهيك عن مخطوطات الأوقاف ببغداد ومخطوطات الرافضة بالنجف وغيرها من المكتبات وغالب المخطوطات مفهرسة من الشيخ وله تعليقات وتنبيهات تدل على صبره وحرصه في تحصيله العلم. كما إن مكتبته جمعت درر المطبوعات في الحديث، والفقه، والأصول والنحو، والعقائد، والتفسير، والتاريخ، والأدب وله مصورات من انفس كتب الأنساب" (٢). وتميز الشيخ بتواضعه مع طلابه، فعلى هيبته وجلالة قدره لا يجد طالب العلم بينه وبين الشيخ أي حاجز يمنعه من سؤاله. ومن أهم ميزات الشيخ حفظه الله تعالى التزامه بموعد درسه، فكان لا يتخلف ولا يتكلف الحضور إلى درسه في جامع البنية وهو يبعد كذا كيلو متر عن مسكنه، علمًا أنه يأتي الى طلابه بعد انتهاء محاضراته في كلية العلوم الإسلامية أو الجامعة الاسلامية. ومن ملامح شخصية الشيخ أنه حاد الطبع سريع الغضب (لله تعالى)،وأخاله ورثها من شيخه أبي الصاعقة ﵀، وهو من أجل شيوخه.

(١) ينظر: تاريخ علماء بغداد ص٢٨٨،نعمة المنان ص١١. (٢) نعمة المنان ص١٢.

1 / 16

سادسًا: رحلاته (١): لشيخنا صبحي حفظه الله رحلات متعددة إلى بلاد مختلفة، منها: ١ - فسمع من الشيخ المسند السيد محمود نور الدين البريفكاني الكردي. في محافظة دهوك في شمال العراق ٢ - ورحل إلى مكة المكرمة، وسمع بها من المحدث والفقيه الإمام عبيد الله بن العلامة عبد السلام المباركفوري الرحماني صاحب "مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح".وحصل على أجازة منه في الثلاثين من شهر صفر عام ألف وأربعمائة وتسع للهجرة، وسمع بها من شيخه المحدث الفقيه المحقق حبيب الرحمن الأعظمي الهندي (١٣١٩ - ١٤١٢هـ) وأجازه إجازة عامة في رمضان سنة ألف وثلاثمائة وإحدى وتسعين. ٣ - ورحل شيخنا إلى مصر الكنانة، وسمع بها من العلامة المحدث الورع الإمام الرباني محمد الحافظ بن عبد اللطيف بن سالم التجاني القاهري المالكي. وقرأ عليه في داره في الحلمية وفي زاويته بالمغربلين. ٤ - ورحل الشيخ إلى تونس وسمع بها من محدث تونس الشيخ محمد الشاذلي الشيخ محمد الصادق النيفر التونسي المالكي (١٤١٨هـ).وأجازه إجازة عامة في تونس في شهر شعبان سنة ١٤٠٥هـ. ٥ - ورحل إلأى المغرب وسمع بها من الشيخ العلامة المحدث محمد التهامي مسند المغرب. وأجازه مشافهة سنة ١٩٧٢م. سابعًا: وظائفه: مر بنا قبل أنّ الشيخ تقلد وظيفة مرموقة في سلك الشرطة، ثم تقاعد منها عام ١٩٧٧م. ثم اشتغل بعدها الشيخ بالامامة والخطابة، في مساجد عدة، منها: ١ - خلف شيخه الصاعقة في التدريس في جامع الآصفية. ٢ - إمام وخطيب جامع الخاصكي (حسبةً). ٣ - إمام وخطيب جامع المرادية (حسبةً).

(١) ينظر: نعمة المنان ص٧٦.

1 / 17

٤ - تعيّن إمامًا وخطيبًا في جامع ١٢ ربيع الأول، وهو آخر مساجد عمل به حتى خرج منه في عام ٢٠٠٦م ورحل إلى لبنان بسبب الظرف الطائفي الذي حلّ بالبلد. *التدريس الاكاديمي (في داخل العراق). ١ - درّس مادة الحديث ومصطلحه وعلوم القرآن والتجويد وفقه الحديث في كلية العلوم الإسلامية جامعة بغداد. ٢ - درّس مادة الحديث ومصطلحه وعلوم القرآن والتجويد وفقه الحديث والأديان والفقه المقارن في المعهد العالي لإعداد الأئمة والخطباء في بغداد (كلية الإمام الأعظم الآن). ٣ - درّس مادة الحديث ومصطلحه وعلوم القرآن والتجويد وفقه الحديث في الجامعة الإسلامية ببغداد (العراقية حاليا)،وتشرفت بالدراسة عليه. *خارج العراق. ١ - درّس الحديث في المسجد الحرام بمكة المكرمة. ٢ - حاضر في جامعة الإمام محمد بن سعود في مخطوطات الفقه وأصوله على مذهب السادة الحنابلة. ٣ - حاضر في جامعة الإمام عبد العزيز. ٤ - حاضر في كلية العلوم الأثرية بجهلم- باكستان. *عضويته في الجامعات والجمعيات: ١ - عضو فخري في جامعة أهل الحديث أو الجامعة السلفية -بنارس- الهند. ٢ - عضو مركز البحث العلمي في المملكة العربية السعودية، وقد حدثني الشيخ أن فترة مقامه في مكة ومركز البحوث أخصب وأنشط فترة في حياته. *الدروس العلمية خارج الأطار الأكاديمي (١): ١ - درّس مادة الحديث في مدرسة التربية الإسلامية. ٢ - درّس العلوم الشرعية في جامع ١٢ ربيع الأول في الرصافة.

(١) ينظر: نعمة المنان ص٩.

1 / 18

٣ - درّس الحديث ومصطلحه في جامع الحاج محمود البنية في الكرخ، لعدة سنوات وتشرفتُ بالدراسة عليه. ٤ - درّس بعض كتب الحديث في جامع المرادية برصافة بغداد. . ٥ - درّس الحديث ومصطلحه في جامع برهان الدين ملا حمادي في الكرخ. وتشرفت بحضور غالب هذه الدروس. ٦ - درّس الحديث ومصطلحه وفقه السادة المالكية في المركز الثقافي السوداني ببغداد. ثامنًا: مصنفاته (١): عرف الشيخ -حفظه الله تعالى - بالتحقيق وبرع به منذ دهر، وله تحقيقات نافعة ماتعة كثيرة، رفدت المكتبة الاسلامية، منها: ١ - ما لا يسع المحدث جهله لأبي حفص عمر الميانشي. ٢ - الخلاصة في أصول الحديث للطيبي. ٣ - علل الترمذي الكبير بترتيب أبي طالب القاضي (بالمشاركة) مع أبي المعاطي النوري ومحمود محمد الصعيدي. وكان الشيخ ﵀ غير راضٍ عنه أولًا لما فيه من التحريف، وقد طبع طبعة جديدة ٤ - شرح علل الترمذي لابن رجب الحنبلي. ٥ - مجموعة رسائل في الحديث: (تسمية فقهاء الأمصار من الصحابة فمن بعدهم للنسائي والطبقات للنسائي وتسمية من لم يرو عنه غير راو واحد للنسائي مختصر نصيحة أهل الحديث للخطيب البغدادي وكتاب الرحلة في طلب الحديث للخطيب البغدادي والإجازة للمعدوم والمجهول للخطيب البغدادي). ٦ - مراسيل ابن أبي حاتم الرازي، باعتناء وتقديمه. ٧ - المدرج إلى المدرج للسيوطي. ٨ - تذكرة المؤتسي فيمن حدّث ونسي للسيوطي. ٩ - رواية الأكابر عن الأصاغر للباغندي (لم يطبع). ١٠ - رواية الأقران لابن حيويه، (لم يطبع). ١١ - تصحيفات المحدثين للعسكري. ١٢ - تاريخ التصحيف للعسكري (لم يطبع) ١٣ - الكمال في تاريخ علم الرجال وهو في الجرح والتعديل: تأليف (لم يطبع)

(١) ينظر: تاريخ علماء بغداد ص٢٨٧ - ٢٨٨،نعمة المنان ص١٤.

1 / 19

١٤ - تاريخ الثقات لأبي حفص عمر بن شاهين. ١٥ - الكامل في الضعفاء لابن عدي الجرجاني، حققه ونشرت منه المقدمة فقط. ١٦ - كتاب الضعفاء والمتروكين لأبي الحسن الدراقطني. ١٧ - أحوال الرجال لأبي إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجُوزجاني. ١٨ - الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث لسبط ابن العجمي. ١٩ - ذيل على ميزان الاعتدال لأبي الفضل العراقي. ٢٠ - تهذيب الأجوبة لابن حامد الحنبلي. ٢١ - سؤالات المروذي والميموني وصالح لأحمد. ٢٢ - سؤالات أبي القاسم البغوي لأحمد. ٢٣ - سؤالات الآجري لأبي داود بالاشتراك مع محمود خليل وأبي المعاطي (لم يطبع). ٢٤ - سؤالات إسحاق بن منصور الكوسج لأحمد وإسحاق بن راهويه، (لم يطبع). ٢٥ - بحر الدم لابن عبد الهادي، تحقيقه (لم يطبع). ٢٦ - فن تخريج الأحاديث، بحث نشر في مجلة الرسالة الإسلامية عدد ٢٥ - ٢٦ عام ١٣٢٥هـ ذكر ذلك العلامة الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد في كتابه عن التخريج. ٢٧ - تخريج أحاديث المنهاج للبيضاوي تأليف الإمام العراقي. ٢٨ - تخريج أحاديث المواقف للسيوطي. ٢٩ - تخريج أحاديث العقائد للسيوطي. ٣٠ - تخريج حديث أبي عمير، تحقيقه (لم يطبع). ٣١ - تخريج الأحاديث الواردة في كتاب الإمام محمد بن عبد الوهاب في رده على الرافضة، (لم يطبع). ٣٢ - موافقة الخُبْر الخَبَر في تخريج أحاديث المنهاج والمختصر. بالإشتراك مع الشيخ حمدي السلفي. ٣٣ - الأحكام الوسطى لعبد الحق الأشبيلي. بالإشتراك مع الشيخ حمدي السلفي. ٣٤ - انتقاض الإعتراض للحافظ ابن حجر. بالإشتراك مع الشيخ حمدي السلفي. ٣٥ - اختلاف الفقهاء لمحمد بن نصر المروزي. ٣٦ - شعار أصحاب الحديث لأبي أحمد الحاكم. ٣٧ - كتاب الأشربة للإمام أحمد بن حنبل. ٣٨ - مسند عبد الله بن المبارك. ٣٩ - المنتخب من مسند عبد حميد، بالاشتراك مع محمود محمد خليل الصعيدي.

1 / 20