المباحث العقدية المتعلقة بالكبائر ومرتكبها في الدنيا
الناشر
الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
السنة السادسة والثلاثون
سنة النشر
العدد (١٢٣) ١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م
تصانيف
ولا يُنكأ به عدو، ولكنها قد تكسر السن وتفقأ العين، ثم رآه بعد ذلك يخذف فقال له:“أحدثك عن رسول الله ﷺ أنه نهى عن الخذف، أو كره الخذف، وأنت تخذف؟ لا أكلمك كذا وكذا”، وفي رواية مسلم “لا أكلمك أبدًا” ١.
قال ابن حجر:“وفي الحديث جواز هجران من خالف، وترك كلامه”٢.
وروى الإمام أحمد عن عبد الله بن عمر ﵄ أنه قال: قال رسول الله ﷺ:“لا يمنعن رجل أهله أن يأتوا المساجد” فقال ابن لعبد الله بن عمر: فإنا نمنعهن، فقال عبد الله: أحدثك عن رسول الله ﷺ وتقول هذا، قال: فما كلمه عبد الله حتى مات٣.
فهذه أدلة صريحة تدل على هجر العاصي زجرًا له وتأديبًا، لعله يرتدع وينزجر عن فعله.
قال القاضي أبو يعلى:“فأمروا بهجر العاصي تنفيرًا عنه وإذلالًا له وكسرًا لقلبه فربما ارتدع بذلك عن غيه ٤.
_________
١ أخرجه. خ.كتاب الذبائح باب الخذف والبندقة، انظره مع الفتح (٩/٦٠٧) .و. م.في الصيد (٣/١٥٤٨) .
٢ فتح الباري (٩/٦٠٨) .
٣ حم (٢/٣٦) .قال محقق المسند (٨/٥٢٧):"إسناده صحيح. رجاله ثقات، وأخرجه الطيالسي (١٩٠٣)، وأبو عوانة (٢/٨د)، وقال الحافظ في الفتح (٢/٤٠٥):وإنما أنكر عليه ابن عمر لتصريحه بمخالفة الحديث، وإلا فلو قال مثلًا: إن الزمان قد تغير، وإن بعضهن ربما ظهر منه قصد المسجد وإضمار غيره، لكان يظهر أن لا منكر عليه.
وقال: في قوله: (فما كلمه عبد الله حتى مات) .هذا إن كان محفوظًا يحتمل أن يكون أحدهما مات عقب هذه القصة بيسير.
٤ انظر المسائل العقدية من كتاب الروايتين والوجهين (ص:١٢١) .
1 / 104