المباحث العقدية المتعلقة بالكبائر ومرتكبها في الدنيا
الناشر
الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
السنة السادسة والثلاثون
سنة النشر
العدد (١٢٣) ١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م
تصانيف
وحديث أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ:”من حمل علينا السلام فليس منا، ومن غشنا فليس منا” ١.
فهذه النصوص ونحوها للعلماء ﵏ أقوال في معناها.
القول الأول: قول من يرى أنها خرجت مخرج التغليظ ٢.
القول الثاني: أن المعنى: ليس مثلنا، واستنكر هذا عبد الرحمن بن مهدي والإمام أحمد وغيرهم، وقد قيل للإمام أحمد: إن قومًا قالوا: من غشنا فليس مثلنا، فأنكره وقال:“هذا تفسير مسعر، وعبد الكريم بن أبي أُمية، وكلام المرجئة، وقال: بلغ عبد الرحمن بن مهدي فأنكره، وقال: لو أن رجلًا عمل بكل حسنة أكان يكون مثل النبي ﷺ؟! ” ٣.
واستنكر هذا القول أبو عبيد وقال:“فإني لا أراه، من أجل أنه إذا جعل من فعل ذلك ليس مثل النبي ﷺ لزمه أن يصير من يفعل ذلك مثل النبي ﷺ، وإلا فلا فرق بين الفاعل والتارك، وليس للنبي ﷺ عديل ولا مثل من فاعل ذلك ولا تاركه ٤.
القول الثالث: أنه ليس على ديننا الكامل، أي أنه خرج من فرع من فروع الدين، إن كان معه أصله، حكى هذا القول ابن العربي ٥.
القول الرابع: أن المراد من ذلك أن من فعل شيئًا من تلك الأفعال فقد تعرض لأن يهجر، ويعرض عنه فلا يختلط بجماعة السنة تأديبًا له على استصحابه حالة الجاهلية التي قبحها الإسلام، وهو قول ابن المنير حكاه ابن حجر ﵀.
_________
١ أخرجه م، الإيمان، ب قول النبي ﷺ "من غشنا فليس منا" (١/٩٩) .
٢ حكى هذا القول أبو القاسم عبيد بن سلام في الإيمان ص٨٨، وذكره القاضي الباقلاني في التمهيد ص٤٢٢، وسبق بيان بطلان مثل هذا القول ص ٨٧.
٣ السنة للخلال (٣/٥٧٦) .
٤ الإيمان لأبي عبيد ض٩٣.
٥ انظر فتح الباري (٣/١٦٤) .
1 / 94