ومثلما استفادت الوجودية من الفينومينولوجيا، استفادت منها الوجودية النسوية، وثمة تيار «النسوية الفينومينولوجية»، والواقع أن الفينومينولوجيا أبدت فعالية في تناول قضية المرأة، إنها منهاج فلسفي يعمد إلى تحليل الخبرة الحية المعيشة في الواقع، وتخرج إلى العموميات الغير متغيرة في كل الخبرات المتشابهة، من هنا كان استخدام الفينومينولوجيا لتحليل الخبرة العينية للنساء التي تميزهن، ووعيهن بجنسهن وجنوستهن.
وفي استيعاب النسوية لما بعد الحداثة، استفادت على وجه الخصوص من الفينومينولوجي الفرنسي إيمانويل ليفيناز
E. Levinas (1908-1995).
ظلت النسوية الفرنسية دائما متقدمة معطاءة، تتسم بمعالم خاصة تميزها إلى حد ما عن النسوية في العالم المتحدث بالإنجليزية، إنها أكثر جنوحا إلى التنظير وإلى التفلسف، وإلى الحوارات العميقة مع فلسفات أسبق، ومع التحليل النفسي، بشكل عام ناهضت النسوية التحليل النفسي الذي يجعل الذكورة معيارا والأنوثة حيودا عنه، وناصبت فرويد العداء على الرغم من أنه لم يوص بالنظام البطريركي بل فقط قام بتحليله.
على أية حال، لم يهتم العالم المتحدث بالإنجليزية ونسويته بالتحليل النفسي كنظرية للعقل، بل فقط بمدى علميتها وقواها التفسيرية وشواهدها التجريبية،
63
أما النسوية الفرنسية فلها علاقة خاصة به، لا سيما مع جاك لاكان
J. Lacan (1901-1981). إنه صاحب قراءة تجديدية لفرويد، عن طريق تطبيق المنهج البنيوي في دراسة ظاهر اللاشعور كما لو كانت تماثل الظاهرة اللغوية بنيويا، أو كانت هي ذاتها لغة، اهتمت النسوية الفرنسية المحدثة بنظريات لاكان حول أصول الفروق بين الجنسين حتى جعلتها من أسس الوعي الأنثوي والهوية الأنثوية، ولعل هذا بفضل الفيلسوفة والمحللة النفسية الاجتماعية لوسي إيرجاري
L. Irigaray (1932م-؟) التي استفادت من لاكان ومفهوم الخيالية
imaginary
صفحة غير معروفة