قال: فدخل بيتا حيالي وأغلق بابه، وأبطأ ساعة طويلة، ثم جاءني وقد خاض وحلا إلى ركبته، وماء، ومعه سمكة تضطرب كبيرة.
فقلت له: ما هذا؟ فقال: دعوت الله تعالى، فأمرني أن[55 ب]أقصد البطائح (1) فأجيئك بهذه ، فمضيت إلى البطائح فخضت الأهوار (2) ، وهذا الطين منها، حتى أخذت هذه.
فعلمت أن هذه حيلة، فقلت له: تدعني أدخل البيت، فإن لم تنكشف لي حيلة فيه آمنت بك.
فقال: شأنك.
ودخلت البيت، وأغلقته على نفسي، فلم أجد فيه طريقا ولا حيلة.
فندمت، وقلت: إن أنا وجدت فيه حيلة وكشفتها له، لم آمن أن يقتلني في الدار، وإن لم أجد، طالبني بتصديقه، فكيف أعمل؟ قال: وفكرت في البيت، فدققت (3) تأزيرة (4) ، وكان مؤزرا بإزار ساج،
صفحة ١٦٦