نتيجة ألم صميم، ويصفر شحرور جهير على شجرة قريبة كما لو كان يغازل، كما لو كان متفننا مولدا بجانب مقلد أرفل،
23
ويفوق الزمار كلا الطيرين، ويخرق مزماره المغري المغم أوراق الشجر كما لو كان يعيش في الهواء والماء، وذلك مع تحد للغابة البرية وسخر من ضرورة النقر
24
ومن عبء ما يحيط به، وذلك إلى أن يقف تغريده نعيق العقعق.
25
وعلى مدى من تلك القرقرة والمفارعة تعيش الحيوانات الكبرى في الغابة وتصيد وتتزاوج وتتقاتل، وهي تظهر على ضفاف دوافع النيل الفتي مساء فتجرع وتكرع من مائه الفرات،
26
والزنجي في ذلك الحين يتوارى، والزنجي في النهار يصطاد ويغتسل في خليج ساكن، فإذا دنا الليل ترك المكان لسادة الغابة الصامتين عن وجل.
الفصل الثالث
صفحة غير معروفة