2
البكر.
وتفصل النهر من الغابة وتتركه يلهو بألعابه أسوار حية من النبات المعترش المشتبك وتخفي عنه اصطراع الحيوانات الكبيرة ومصائبها، كما يسعى في إبعاد منظر أليم عن الصبي، وما يقع خلف تلك الأسوار فيرجع إلى زمن كانت الأرض فيه أشد فتاء والحياة فيه أكثر وفرا وأعظم نموا، وفي ذلك النبت، حيث تنازع الأفراد أخفى مما في بقاع الشمال القرع، تلتقي الحياة والممات التقاء وثيقا، وهنالك تكون البهائم والنوامي التي لم تمسسها يد إنسان على أتم التحام، وعلى نور هذا السفر
3
الأخضر الذي تتجلى الغابة البكر به تتعلق جذور الدوح بسالف موتاها على حين تهيمن ذراها على ذلك الاشتباك الكثيف كأعاظم الرجال العزل فتؤلف مع غيرها شركة رءوس مشمسة، وما تنتجه الرءوس فيسقط على الأرض، يسقط على منبع الخصب الجديد في منطقة الحياة التي لا تفنى، والتي لا أحد فيها يجني ثمار هذه الأشجار، والتي ترى الطبيعة بها في بخار حار ولود من الحب طليقة من كل مأرب .
جبار في السهب.
وفي غضون القرون ما فتئ تراب الغابة البكر يرتفع مدبولا
4
إسفنجيا نديا فتنبت الجذور والسوق في غصون الأشجار التي توشك أن تنهار مع أنها لا تزال حية، وينمو صائلا نبات جديد بخيت على أصول عادت إلى التراب أو على أصول حية فيتغذى بها، ولا ينفذ عدوا غاب الشمال، الجليد والبرد، ولا خريق
5
صفحة غير معروفة