وقيد بالحروف، ليخرج المنتظم من غيره.
وقيل: (1) احترز به عن الحرف الواحد، فإن أهل اللغة قالوا: أقل الكلام حرفان، إما ظاهرا أو في الأصل ك «ق»، و«ع» و«ش» فإنه في الأصل «قي» بدلالة الرد في التثنية فيقال «قيا» لكن أسقطت تخفيفا.
وليس بجيد، فإن الانتظام نسبة لا تعقل إلا بين اثنين، بل الوجه في القيد ما قلناه نحن أولا.
وقولنا: «المسموعة» احتراز عن الكتابة.
وقولنا: «المتميزة» احتراز عن أصوات الطيور.
وقولنا: «المتواضع عليها» ليخرج عنه المهمل.
وقولنا: «إذا صدرت عن قادر واحد» احتراز من أن ينطق قادر بحرف وأخر بآخر، فإنه لا يسمى المجموع كلاما، لما لم يصدر عن قادر واحد، وهذا يقتضي كون الكلمة المفردة كلاما، والنحويون جعلوه اسما للمفيد، وهو الجملة المفيدة خاصة.
وأيضا فقولهم: «الكلام» أقله حرفان إما ظاهرا أو في الأصل، ينتقض بلام التمليك، وباء الإلصاق، وفاء التعقب، فإنها أنواع الحرف، وكل حرف كلمة، وكل كلمة كلام مع أنها غير مركبة.
والحركة تبعد أن تكون حرفا، ثم لا يمكن العذر به في «ياء» غلامي، والتنوين، ولام التعريف. (2)
صفحة ١٤٦