لعدم الوضع فيه وعدم دخوله في الموضوع له اللفظ، فلو لم يلزم من العلم بالماهية العلم به انتفت الدلالة مطلقا.
ولا يشترط اللزوم الخارجي، قيل (1): لأن الجوهر والعرض متلازمان، ولا يستعمل اللفظ الدال على أحدهما في الآخر.
وليس بجيد، فإنه لا يلزم من حصول الشرط حصول المشروط، نعم الحق وجود الدلالة مع المعاندة الخارجية كدلالة العدم على الملكة، ثم اللزوم الذهني شرط لا سبب.
المبحث الثاني: في المفرد والمركب
اعلم أن الألفاظ تحذو حذو المعاني، وكما أن من المعاني ما هو بسيط مفرد، وما هو مركب، فكذا من الألفاظ مفرد ومنها مركب، وذلك لأن الدال بالمطابقة إما ألا يقصد بجزئه الدلالة على شيء البتة حين هو جزؤه، فيسمى مفردا كزيد، وإما أن يقصد كغلام زيد فيسمى مركبا ومؤلفا وقولا.
وقيل: المفرد، اللفظ بكلمة واحدة والمركب ما اشتمل على كلمتين، فنحو «بعلبك» مركب بهذا المعنى دون الأول ونحو «يضرب» بالعكس، وألزم الأولون التركيب في نحو ضارب ومخرج، مما لا ينحصر (2).
صفحة ١٧٤