إعتراض: ذكره سيدنا الإمام العلامة فخرالدين عبدالله بن حسن الدواري، أيده الله تعالى، قال: "هذا ما ذكر أصحابنا في وجه دلالة الآية، وفيه نظر؛ لأنه يقال: ليس في عصمتهم ما يقضي بكون قولهم حجة، ولهذا فإن كل واحد من الخمسة معصوم، وقول الواحد منهم ليس بحجة، إلا قول أمير المؤمنين عليه السلام لدلالة غير العصمة"، هذا كلام سيدنا منقول من بعض حواشيه، وبيض الكاغد من دون جواب.
الجواب عن هذا الاعتراض من وجهين:
* أحدهما: أن الآية دلت على عصمتهم، والخبر دل على أن قولهم حجة، وهو قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي))...إلى آخره، فقرن بين العترة والكتاب، وقد ثبت أن كتاب الله حجة، فوجب لاقترانهم به أن يكون قولهم حجة، وإلا بطل معنى الإقتران وهو لا يجوز.
* الوجه الثاني من الجواب: أنا لا نسلم أن قول المعصوم ليس بحجة، بل هو حجة واجبة الاتباع، والوجه في ذلك القطع على صدق قوله، وعلى إستحالة الكذب عليه، ولا أبلغ في الحجة من هذا.
صفحة ١١٩