وعلى الجملة ليس في بيضة الإسلام بلدة إلا وفيها لطالبي تربة، تشارك في قتلهم الأموي والعباسي، وتطابق عليهم القحطاني والعدناني، ولله من قال:-
فليس حي من الأحياء نعلمه .... من ذي يمان ولا بكر ولا مضر
إلا وهم شركاء في دمائهم .... كما تشارك أنسار على جزر
قتلا وأسرا وتشريدا ومنهبة .... فعل الطغاة بأهل الروم والخزر
هذا الملقب بالرشيد، مات وقد حصد شجرة النبوة، واقتلع غرس الإمامة، وما من أهل البيت عليهم السلام إلا من جر عن معركة قتيلا، أو كبل أسيرا، أو طرد عن عقر داره.
هذا القاسم بن إبراهيم عليه السلام، كان يطوف في الآفاق جائعا، وبينا هو في بيت أسكاف إذ سمع الصائح يطوف في الأسواق، وهو يقول: برئت الذمة ممن آوى القاسم بن إبراهيم، ومن دل عليه فله كذا وكذا من المال، وذلك الأسكاف مطرق في عمله، فقيل له في ذلك، فقال: والله لو كان تحت قدمي هذه ما رفعتها، أو كما قال.
صفحة ٢١٦