خيالات: قالوا معاوية كاتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وختنه، وصاحبه، فكيف يجوز التبري منه؟
قلنا: أما كونه كاتبا، فليس كتابة الوحي عاصمة للكاتب عن الخطأ والمعصية، أولم يكن عبد الله بن أبي سرح كاتبا للوحي؟ حتى نزل قوله تعالى: {ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين(12)}[المؤمنون] حتى قال تعالى: {فكسونا العظام لحما}[المؤمنون:14] فقال عبد الله بن أبي سرح: فتبارك الله أحسن الخالقين، سبق لسانه بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: هكذا أنزلت، فاكتب، فارتد ابن أبي سرح، وكفر، ولحق بمكة، وقال: إن كان محمد نبيا فهو نبي، قال: لأن القرآن إن كان نزل على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فقد نزل عليه بزعمه، وإن كان من تلقاء نفس الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، قال: فقد جاء به من تلقاء نفسه، فلو كانت الكتابة تعصم صاحبها من الكفر، عصمت ابن أبي سرح.
وأما كونه صاحبا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فصحبته من جنس صحبة عبدالله بن أبي سرح، وكذلك صحبة أبيه.
وأما كونه ختنا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لمكان أم حبيبة، رحمها الله، فقد كانت تحت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صفية بنت حيي بن أخطب، وأخوها يهودي، فأوصت له، فذلك أصل جواز الوصية لأهل الذمة.
صفحة ١٧٣