أ) غِشِّ جَمِيعِ هَذِهِ الْأَنْوَاعِ وَغَيْرِهَا مِنْ أَنْوَاعِ الْمِسْكِ، أَنْ تَطْرَحَ مِنْهَا (^١) شَيْئًا فِي فِيك، ثُمَّ تَتْفُلَهُ عَلَى قَمِيصٍ أَبْيَضَ، ثُمَّ تَنْفُضَهُ، فَإِنْ انْتَفَضَ وَلَمْ يَصْبُغْ فَلَا غِشَّ فِيهِ مِنْ دَمٍ وَغَيْرِهِ، وَإِنْ صَبَغَ وَلَمْ يَنْتَفِضْ فَهُوَ مَغْشُوشٌ.
وَمِنْهُمْ مِنْ يُلْقِي عَلَى الْمِسْكِ الْخَالِصِ شَيْئًا مِنْ دَمِ الْأَخَوَيْنِ، أَوْ دَمِ الْجِدَاءِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْحَقُ الْمِسْكَ بِدَمِ الْغَزَالِ، ثُمَّ يُحَشِّيهِ فِي مُصْرَانِهَا (^٢)، وَيَشُدُّهُ بِخَيْطٍ، ثُمَّ يُجَفِّفُهُ فِي الظِّلِّ، ثُمَّ يَشُقُّ عَنْهُ وَيَخْلِطُهُ مَعَ غَيْرِهِ فِي الْقَوَارِيرِ، وَمِنْهُمْ مِنْ يَغُشُّهُ بِالْكُبُودِ الْمَحْرُوقَةِ؛ وَمَعْرِفَةُ غِشِّ ذَلِكَ كُلِّهِ بِمَا ذَكَرْنَاهُ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَطْرَحُ مَعَ الْمِسْكِ رَصَاصًا عَلَى مِقْدَارِ الْفُلْفُلِ وَأَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ، مَصْبُوغًا بِالْمِدَادِ، فَلَا يَتَبَيَّنُ إلَّا عِنْدَ السَّحْقِ.
فَصْلٌ :
وَأَمَّا الْعَنْبَرُ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَعْمَلُهُ مِنْ زَبَدِ الْبَحْرِ (^٣) وَالصَّمْغِ الْأَسْوَدِ وَالشَّمْعِ الْأَبْيَضِ والسندروس (^٤) وَجَوْزَةِ الطِّيبِ (^٥)، وَيَخْدِمُهُ وَيَخْلِطُهُ بِمِثْلِهِ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَعْمَلُهُ مِنْ زَبَدِ الْبَحْرِ والسندروس وَالْعُودِ وَالسُّنْبُلِ وَبَعْرِ الضَّبِّ (^٦)، وَيَخْدِمُهُ (^٧) وَيَدْفِنُهُ فِي بُطُونِ الْخَيْلِ، ثُمَّ يُخْرِجُهُ وَيَخْلِطُهُ بِمِثْلِهِ؛ وَرُبَّمَا عُمِلَ عَلَى [شَكْلِ] (^٨) تِمْثَالٍ، أَوْ قَلَائِدَ، أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ.
وَمِنْهُمْ مَنْ يَعْمَلُهُ
_________
= البعض أنه مادّة بحرية تقذفها الأمواج إلى الشاطيء، أو أنه مستخرج من الحوت، ويقال أيضًا إنه مادة نباتية؛ غير أن أغلب الآراء متفقة على أن مصدره بحرىّ من المحيط الهندي، وهو مستخدم في الطب والعطر. انظر (٥٧٤ - ٥٧١. Heyd. Op. Cit. II. pp.) .
(^١) في س "منه"، وما هنا من ل فقط.
(^٢) في س "ممرانها"، وما هنا من سائر النسخ الأخرى.
(^٣) في س "يد الفجر"، وما هنا من ص، م، ل، هـ. وزبد البحر مادة تستخرج فعلا من مياه البحار، ومنها ما تشبه رائحتها المسك؛ وكانت هذه المادة تستعمل في معالجة أمراض الأسنان والجرب والطحال والكلى. (ابن سينا: القانون، جـ ١، ص ٣٠٤ - ٣٠٥؛ وكذلك. Dozy. Supp. Dict. Ar.) .
(^٤) السَّندروس صمغ شجرة يسيل قطعا صغيرة سهلة الكسر، ورائحته وطعمه كالصنوبر.
(الرشيدي: عمدة المحتاج، جـ ٢، ص ٧٨٦).
(^٥) جوزة الطيب ثمرة شجرة تنبت في الهند وجزائر الهند الشرقية، فإذا احمرَّ لونها تجمع وتجفف في الشمس، فيصير لونها برتقاليا؛ وقد استعملها العرب في الطب والتوابل، وكان أشهر أسواقها الإسكندرية وسمرقند. (٦١٨ - ٦٤٤. Heyd: op. Cit. II. pp.) .
(^٦) لم يتيسر للناشر معرفة هذه المادة من المراجع والمعاجم المتداولة في هذه الحواشي.
(^٧) في س "ولا يخدمه"، وما هنا من ل، هـ.
(^٨) الإضافة يقتضيها اتساق المعنى والأسلوب.
1 / 50