مِنْ الْإِهْلِيلَجِ الْأَصْفَرِ الْمُعَصَّبِ (^١) حُبَاشَةَ (^٢) الْكَابِلِي، وَيَبِيعُونَهُ مَعَ الْكَابِلِي، وَقَدْ يَرُشُّونَ الْمَاءَ عَلَى الْخِيَارِ شنبر (^٣)، وَهُوَ مَلْفُوفٌ فِي الْأَكْسِيَةِ عِنْدَ بَيْعِهِ، فَيَزِيدُ رِطْلُهُ نِصْفَ [رِطْلٍ] (^٤)، وَمِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُ اللَّكَّ (^٥)، وَيَسْبِكُهُ عَلَى النَّارِ، وَيَخْلِطُ مَعَهُ الْآجُرَّ الْمَسْحُوقَ، وَالْمَغْرَةَ (^٦)، ثُمَّ يَعْقِدُهُ، وَيَبْسُطُهُ أَقْرَاصًا، ثُمَّ يُكَسِّرُهُ بَعْدَ جَفَافِهِ، وَيَبِيعُهُ عَلَى أَنَّهُ دَمُ الْأَخَوَيْنِ (^٧).
وَمِنْهُمْ مَنْ يَدُقُّ الْعِلْكَ (^٨) دَقًّا جَرِيشًا، ثُمَّ يَجْعَلُ فِيهِ شَيْئًا مِنْ الجاوشير (^٩) [وَيَطْبُخُهُ] (^١٠) عَلَى النَّارِ فِي عَسَلِ النَّحْلِ، وَيُلْقِي فِيهِ شَيْئًا مِنْ الزَّعْفَرَانِ، فَإِذَا غَلَى، وَأَرْغَى، طَرَحَ فِيهِ الْعِلْكَ، وَحَرَّكَهُ إلَى أَنْ يَشْتَدَّ، ثُمَّ يَعْمَلُهُ أَقْرَاصًا إذَا بَرَدَ، وَيُكَسِّرُهُ، وَيَخْلِطُ مَعَهُ الجاوشير، فَلَا يَظْهَرُ فِيهِ، وَأَمَّا جَمِيعُ الْأَدْهَانِ الطِّبِّيَّةِ، وَغَيْرِهَا، فَإِنَّهُمْ يَغُشُّونَهَا بِدُهْنِ الْخَلِّ بَعْدَ أَنْ يُغْلَى عَلَى النَّارِ، وَيُطْرَحَ فِيهِ جَوْزٌ، وَلَوْزٌ مَرْضُوضٌ، لِيُزِيلَ (^١١) رَائِحَتَهُ، وَطَعْمُهُ، ثُمَّ يَمْزُجُونَهُ (^١٢) بِالْأَدْهَانِ.
وَمِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُ نَوَى الْمِشْمِشِ، وَالسِّمْسِمِ، ثُمَّ يَعْجِنُهُمَا بَعْدَ دَقِّهِمَا، وَيَعْصِرُهُمَا
_________
(^١) المعصَّب - كما في القاموس - هو السّيد، والمقصود هنا المختار من الأهليلج.
(^٢) الحُباشة الجماعة من الناس، ليست من قبيلة واحدة (تاج العروس). والمقصود بهذا اللفظ هنا الخليط من أنواع الإهليلج.
(^٣) في س "الخيارشير"، والتصويب من ل، ع، ص، هـ. وهو نوع من الحروب كبير الحجم، ويحمل قرونا خضراء طويلة بها حب أسود حلو المذاق، تستعمل كدواء مسهل؛ وكان يصدر في العصور الوسطى إلى أوربا من الإسكندرية. راجع (٦٠٣ - ٦٠٢ Heyd: op، Cit. ١١. pp) .
(^٤) الإضافة من ع فقط.
(^٥) اللك شجر يكثر في الهند وجزر الهند الشرقية والهند الصينية، ويخرج منه صمغ أحمر اللون يغطي القشرة الظاهرة من الأغصان؛ وكان سلعة تجارية هامة في العصور الوسطى، لاستعماله في الصباغة والطلاء والطب. (٦٢٦ - ٦٢٤ Heyd: Op. Cit. II pp) .
(^٦) المغرة طين أحمر يستخدم في الصباغة. (المخصص، جـ ١٠، ص ٦٢).
(^٧) شرح ابن البيطار (المفردات، جـ ١، ص ٧٢؛ جـ ٢، ص ٩٦)، دم الاخوين - وهو العندم والأيدع أيضًا - بأنه صمغ أحمر يثبت شجره بجزيرة سقطرى في شرق إفريقية.
(^٨) في س "الكعك"، وما هنا من ص. والعلك صمغ كاللبان يمضغ فلا يتميع (لسان العرب).
(^٩) الجاوشير لفظ فارسي معرب، ومعناه الحرفي حليب البقر، وهو في الحقيقة شجر يعمر في الأرض، وأوراقه طويلة وأزهاره صفراء، وصمغه قوى الرائحة مر الطعم، ويكثر في الهند والبلاد الشرقية. (الرشيدي: عمدة المحتاج، جـ ٣ ص ٦٨٥).
(^١٠) الإضافة من ع فقط.
(^١١) في س" أزيل"، وما هنا من ل، هـ.
(^١٢) في س وغيرها من النسخ "يمزجه".
1 / 46