نهاية الرتبة في طلب الحسبة لابن بسام
محقق
محمد حسن محمد حسن إسماعيل، أحمد فريد المزيدي
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م
مكان النشر
بيروت - لبنان
تصانيف
السياسة الشرعية والقضاء
وتورث بلهًا، والحجامة على الفخذين تنفع الأورام، والخراجات الخارجة في الإليتين، والحجامة في الساقين تقوم مقام الفصد، وتدر الطمث، وإخراج الدم في غير الفصول ربما أعقب أمراضًا سوداوية، وأعلالًا للرطوبة.
* * *
الباب الرابع والأربعون
في الكحالين والكحل
ينبغي أن يعرف عليهم عريفًا ثقة، فيبتدئ بسؤال من نصب نفسه إلى هذه الصناعة عن كتاب حنين بن إسحاق، أعني العشر مقالات في العين، فإن كان عارفًا بتشريح عدد طبقات العين السبعة، وعدد طوياتها الثلاث، وعدد أمراضها الثلاث، وما يتفرع من هذه الأمراض، فإن كان قيمًا بذلك، نهاضًا به، اعتبر عليه آلة صنعته مثل صنافير السبل، والظفرة، ومحك الجرب، ومباضع الفصد، ودرج المكاحل، فإن كمل ذلك استمرَّه المقدم عليهم في معيشته، وإن وجده بضد ذلك، رفع خبره إلى المحتسب ليعرفه، ويمنعه من التعرض إلى أعين الناس، فإن عاد أدب وأشهر ليكون شعفة لغيره.
ويجب أن يأتوا إلى أكبرهم والحاكم عليهم بما عندهم من الأكحال والأشيافات، ليعتبرها ويباشرها، وأما كحالو الطرقات، فلا يوثق بأكثرهم، إذ لا دين لهم يصدهم عن التهجم على أعين الناس بالكحل بغير علم، فلا يركن إلى شيء من أكحالهم، وأشيافهم، فإن منهم من يعمل أشيافهم أصلها من النشأ والصمغ، ويصبغها ألوانًا من الأحمر بالأسريقون، والأخضر بالكركم والنيل، والأسود وبالأقاقيا، والأصفر بالزعفران، ويعملون أشياف ماميتا من التربة المصرية، ويعجم بيسير من الصمغ، ويعملون كحلًا من نوى الإهليلج يخلط، ويربب في الهاون، ويعمل مصارين رقاق صغار، ويدعى أنها مرائر الطير وغيرها، فيعتبر عليهم جميع ذلك، ويؤدب فاعله ويشهر، بعد أن تؤخذ عليهم القسامة بالله العظيم أن يكونوا نصحاء في مداوتهم.
* * *
الباب الخامس والأربعون
في المجبرين
ينبغي أن يعرف عليهم عريفًا، ويسأل من نصب نفسه للجبر عن المعروفة بالمقالة
1 / 345