216

** أحدهما :

يكون الزمان حادثا ، وإلا لكان عدمه سابقا على وجوده بزمان سابق ، فيكون للزمان زمان وهكذا.

** والثاني :

ممكن ، فإنه لا يستحق الوجود من ذاته وإنما يستحق الوجود من غيره ، وما بالذات أسبق مما بالغير (3)، فيكون لا استحقاقية الوجود التي هي مقارنة للعدم ، سابقا على استحقاقية الوجود ، فيكون العدم سابقا على الوجود المستند إلى الغير ، وسواء كان ذلك الاستناد مخصوصا بزمان أو مستمرا في كل الزمان.

وللقدم معنيان مقابلان لمعنيي الحدوث : أحدهما الذي لا أول لزمان وجوده. والزمان بهذا المعنى ليس بقديم ، وإلا لكان للزمان زمان آخر ، وهو محال.

والثاني الذي لا مبدأ ولا علة لوجوده ، وهو القدم الذاتي.

** البحث الثالث : في أن الحدوث والقدم هل هما ثبوتيان أم لا؟

اختلف الناس هنا ، فالمحققون على أنهما وصفان اعتباريان لا تحقق لهما في الخارج.

وذهبت الكرامية (4) إلى أن الحدوث صفة زائدة على الذات.

صفحة ٢٢١