312

نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز

الناشر

دار الذخائر

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٩ هـ

مكان النشر

القاهرة

سَبِيلِ اللَّهِ أى لأجل دينه، والخطاب للنبى ﷺ، أو لكل أحد أَمْواتًا بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ «١» أى من ثمار الجنة.
قال البيضاوي: وقيل نزلت في شهداء بدر، وكانوا أربعة عشر رجلا: ثمانية من الأنصار، وستة من المهاجرين.
قال القاضى زكريا: وهو غلط، إنما نزل فيهم اية البقرة «٢» .
وعن عائشة- رضى الله عنها- أنها قالت للنبى ﷺ: هل أتى عليك يوم أشد من يوم أحد؟ قال: لقد لقيت من قومك، وكان أشدّ ما لقيته يوم العقبة، إذ عرضت نفسى على ابن عبد ياليل، فلم يجبنى إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب «٣» فرفعت رأسى فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني، فقال: إنّ الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال، وقد بعثنى ربك إليك لتأمرنى بأمرك فيما شئت، إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين» . فقال النبى ﷺ: «أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله واحده لا يشرك به» متفق عليه «٤» .

(١) ال عمران: ١٦٩ وما بعدها.
(٢) أي الاية ١٥٤: وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتٌ.
(٣) قرن الثعالب: هو قرن المنازل، ميقات أهل نجد، تلقاء مكة، كذا في المراصد- وبينه وبين مكة يوم وليلة.
(٤) فى الصحيح عن عائشة- رضى الله عنها- أنها قالت للنبى ﷺ: «هل أتى عليك يوم أشد من يوم أحد؟ قال: لقد لقيت من قومك، وكان أشد ما لقيت يوم العقبة إذ عرضت نفسى على ابن عبد ياليل بن كلال فلم يجبنى إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسى فإذا أنا بالسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل ﵊، فنادي، فقال: قد سمع الله قول قومك لك، وما ردوا عليك به، وقد بعثت إليك بملك الجبال فتأمره بما شئت فيهم» . فناداه ﷺ ملك الجبال وسلّم عليه وقال له: إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين فعلت؟ قال النبى ﷺ: بل أرجو أن يخرج الله تعالى من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا» . وفي رواية «بل أستأنى بهم» بدل «أرجو» فقال له ملك الجبال: «أنت كما سمّاك ربك رؤف رحيم» أ. هـ. (من السيرة الحلبية ص ٣٩٥، ٣٩٦ ج ١) .

1 / 259