نهاية الأرب في فنون الأدب
الناشر
دار الكتب والوثائق القومية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٣ هـ
مكان النشر
القاهرة
الباب الثانى
١- فى هيئتها
ذهب المفسّرون لكتاب الله ﷿ أنّ السماء مسطوحة، بدليل قوله تعالى:
(أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ) .
وقال تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ) .
ويطلق على مجموعها فلك، لقوله تعالى: (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) .
وذهب الحسن إلى أنّ الفلك غير السماوات، وأنّه الحامل بأمر الله تعالى للشمس والقمر والنجوم.
قالوا: ولمّا فتق الله تعالى رتق السماوات، جعل بين كلّ سماء وسماء مسيرة خمسمائة عام.
وروى عن أبى هريرة (رضى الله عنه)، قال: «بينما رسول الله ﷺ جالس هو وأصحابه، إذ أتى عليهم سحاب. فقال النبىّ ﷺ هل تدرون ما هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: هذا العنان [١]، هذه روايا الأرض، يسوقها الله تعالى إلى قوم لا يشكرونه ولا يدعونه. ثم قال: أتدرون ما فوقكم؟ قالوا:
الله ورسوله أعلم. قال: هذا الرقيع: سقف محفوظ، وموج مكفوف. ثم قال: هل تدرون ما بينكم وبينها؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: بينكم وبينها خمسمائة سنة.
ثم قال: هل تدرون ما فوق ذلك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: سماء فى بعد ما بينهما
_________
[١] العنان السحاب. واحدته بهاء. (قاموس) .
1 / 30