نهاية الأرب في فنون الأدب

شهاب الدين النويري ت. 733 هجري
117

نهاية الأرب في فنون الأدب

الناشر

دار الكتب والوثائق القومية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٣ هـ

مكان النشر

القاهرة

وقال أبو تمام: لولا اشتعال النّار فيما جاورت، ... ما كان يعرف طيب عرف العود. وقال آخر: وفتيلة المصباح تحرق نفسها ... وتضىء للسّارى، وأنت كذاكا. ٩- ذكر ما قيل فى وصف النار وتشبيهها قال عبد الله بن المعتزّ، غفر الله له: كأنّ الشّرار على نارها ... وقد راق منظرها كلّ عين. سحالة تبر إذا ما علا، ... فإمّا هوى ففتات اللّجين. أخذه العسكرىّ فقال: أوقدت بعد الهدوّ نارا ... لها على الطارقين عين . شرارها إن علا نضار، ... لكنّه إن هوى لجين. وقال السّرىّ الرّفّاء: والتهبت نارنا، فمنظرها ... يغنيك عن كلّ منظر عجب . إذا رمت بالشّرار فاطّردت ... على ذراها مطارد اللهب، رأيت ياقوتة مشبّكة ... تطير عنها قراضة الذّهب. وقال إبراهيم بن خفاجة الأندلسىّ: حمراء نازعت الرّياح رداءها ... وهنا وزاحمت السّماء بمنكب. ضربت سماء من دخان فوقها، ... لم تدر منها شعلة من كوكب. وتنفّحت عن كلّ نفحة جمرة ... باتت لها ريح الشّمال بمرقب. قد ألهبت فتذهّبت فكأنها ... شقراء تمرح فى عجاج أكهب [١] .

[١] الكهبة لون ليس بخالص فى الحمرة. وهو فى الحمرة خاصة (صحاح الجوهرى) .

1 / 117