130

نهاية المطلب في دراية المذهب

محقق

عبد العظيم محمود الدّيب

الناشر

دار المنهاج

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٣٢٨ هجري

مكان النشر

جدة

¬العراقيون والخراسانيون (١)
كما أشرنا من قبل انساح الفقه الشافعي في دار الإسلام، يحمله الأصحاب جيلًا عن جيل، حتى وصلنا إلى نهايات القرن الرابع وأوائل القرن الخامس، فظهر مصطلح: أصحابنا الخراسانيون، وأصحابنا العراقيون.
ثم تبع ذلك ما سُمي طريقةَ العراقيين، وطريقة الخراسانيين.
ونحب أن نؤكد هنا عدة أمور:
١ - أن هذه النسبة: عراقي أو خراساني، لا علاقة لها بالِعْرق والميلاد، وإنما تأتي هذه النسبة من الشيوخ والتلقي، وموطن المدَارَسة، والتّلْمذة، فقد يكون الصاحب خُراسانيّ الأصل والعِرْق، والمولد، ولكنه عاش في العراق، وسمع شيوخ العراق، فهو حينئذٍ عراقي، وأوضح مثالٍ على ذلك الشيخ أبو حامد الإسفراييني، شيخُ طريقة العراقيين، فهو إسفراييني المولد، بل والنشأة، فقد قدم بغداد شابًا، وتفقه على شيوخه العراقيين وتخرّج بهم، فصار بهذا عراقيًا، بل هو شيخُ طريقة العراقيين.
قال السبكي في ترجمته: "ولد سنة أربع وأربعين وثلثمائة، وقدم بغداد شابًا، فتفقه على الشيخين: ابن المرزبان: [علي بن أحمد، أبو الحسن، البغدادي، المتوفى ٣٦٦ هـ] (٢) والداركي (٣)، [أبو القاسم، عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، والدارَكي نسبة إلى (دارَك) من أعمال أصبهان ت ٣٧٥ هـ] (٤).

(١) انظر الشكل الثالث.
(٢) ما بين المعقفين زيادة منا لتوضيح ما أورده السبكي.
(٣) طبقات السبكي: ٤/ ٦١ - ٦٥.
(٤) ما بين المعقفين زيادة منا لتوضيح ما أورده السبكي.

المقدمة / 132