180

النهاية في غريب الأثر

محقق

طاهر أحمد الزاوى - محمود محمد الطناحي

الناشر

المكتبة العلمية - بيروت

مكان النشر

١٣٩٩هـ - ١٩٧٩م

وَفِيهِ «مَنْ يَتَّجِرُ عَلَى هَذَا فيُصَلّي مَعَهُ» هَكَذَا يَرْوِيهِ بَعْضُهُمْ؛ وَهُوَ يَفتَعِل مِنَ التِّجَارَة لِأَنَّهُ يَشْتَرِي بِعَمَلِهِ الثَّوَابَ، وَلَا يَكُونُ مِنَ الْأَجْرِ عَلَى هَذِهِ الرِّوَايَةِ لِأَنَّ الْهَمْزَةَ لَا تُدْغم فِي التَّاءِ؛ وَإِنَّمَا يُقَالُ فِيهِ يأْتَجِرُ وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ. (تَجِفُّ) - فِيهِ «أَعَدَّ لِلْفَقْرِ تِجْفافًا» التِّجْفَافُ مَا يُجلَّلُ بِهِ الفَرس مِنْ سِلَاحٍ وَآلَةٍ تَقيه الجراحَ. وَفَرَسٌ مُجَفَّف عَلَيْهِ تِجْفاف. وَالْجَمْعُ التَّجافيف، وَالتَّاءُ فِيهِ زَائِدَةٌ. وَإِنَّمَا ذَكَرْنَاهُ هَاهُنَا حمْلا عَلَى لَفْظِهِ. (تَجِهَ) - فِي حَدِيثِ صَلَاةِ الْخَوْفِ «وَطَائِفَةٌ تُجَاه العَدُوّ» أَيْ مُقابلهم وحِذَاءَهم، وَالتَّاءُ فِيهِ بَدَلٌ مِنْ وَاو وِجَاه، أَيْ مِمَّا يَلِي وجُوهَهُم. بَابُ التَّاءِ مَعَ الْحَاءِ (تَحْتَ) - فِيهِ «لَا تَقُوم السَّاعَةُ حَتَّى يَهْلِك الْوُعُولُ وَتَظْهَرَ التُّحُوت» التُّحُوت: الَّذِينَ كَانُوا تَحْتَ أَقْدَامِ النَّاسِ لَا يُعْلَمُ بِهِمْ لحقَارَتِهِم. وجعَل تَحْتَ الَّذِي هُوَ ظَرْفٌ نَقِيضُ فَوق اسْمًا فأدْخل عَلَيْهِ لامَ التَّعريف وجمعَه. وَقِيلَ أَرَادَ بظُهور التُّحُوتِ ظُهُور الكُنُوز الَّتِي تَحْتَ الْأَرْضِ. وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ- وَذِكْرُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ- فَقَالَ: «وإنَّ مِنْهَا أَنْ تَعْلُوَ التُّحُوت الْوُعُولَ» أَيْ يَغْلب الضُّعفاء مِنَ النَّاسِ أقْويَاءَهم، شبَّه الأشْراف بالوُعول لِارْتِفَاعِ مَسَاكِنِهَا. (تَحَفَ) - فِيهِ «تُحْفَة الصَّائِمِ الدُّهْن والمِجْمَر» يَعْنِي أَنَّهُ يُذهب عَنْهُ مشَقَةَ الصَّوْمِ وشِدَّته. والتُّحْفَة: طُرْفة الْفَاكِهَةِ، وَقَدْ تُفْتَحُ الحاءُ، وَالْجَمْعُ التُّحَف ثُمَّ تُستعملُ فِي غَيْرِ الفاكهةِ مِنَ الألْطاف والنَّعَص «١» قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: أَصْلُ تُحْفَة وُحْفة، فأبدِلَت الواوُ تَاءً، فَيَكُونُ عَلَى هَذَا مِنْ حَرْفِ الْوَاوِ. وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي عَمْرَةَ فِي صِفَةِ التَّمر «تُحْفَة الكبير وصُمْتَة الصغير» .

(١) يقال: ما أنعصه بشيء: أي ما أعطاه. (تاج العروس- نعص) .

1 / 182