252

النهاية في الفتن والملاحم

محقق

محمد أحمد عبد العزيز

الناشر

دار الجيل

الإصدار

١٤٠٨ هـ

سنة النشر

١٩٨٨ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

وَقَالَ تَعَالَى:
﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ سُلاَلَةٍ مِنْ طِين ثُمَّ جَعَلْنَاهً نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِين ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضغَةَ عِظامًا فَكَسَوْنَا العِظَامَ لَحْمًا ثمَّ أنْشَأنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أحْسَنُ الْخَالِقِينَ ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمِيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ ولَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكمْ سَبْعَ طَرائِقَ وَمَا كنَّا عَن الْخَلْق غَافِلِين﴾ [المؤمنات:١٢-١٧] .
فيستدل بإحياء الأرض الميتة على إحياءَ الأجساد بعد فنائها، وتمزقها وصيرورتها ترابًا، وعظامًا، ورفاتًا، وكذلك يستدل ببدء الخلق على الإعادة كما قال تَعَالَى:
﴿وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأ الْخَلْقَ ثَمّ يُعِيده وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّموَاتِ وَالأًرْض وَهوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [الرُّومِ:٢٧] .
وَقَالَ تَعَالَى:
﴿قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْض فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِىءُ النَّشْأةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير﴾ [العنكبوت:٢٠] .
وَقَالَ تَعَالَى:
﴿والذِي نَزَّلَ مِنَ السَّماء مَاءً بِقدَرٍ فأَنْشَرْنَا بِهِ بَلدَةً مَيْتًا كَذلِكَ تُخْرَجُونَ﴾ [الزخرف:١١] .
وَقَالَ تَعَالَى:
﴿وَاللَّهُ الَّذِي أرْسَلَ الرِّيَاحَ فتثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاه إِلَى بَلَدٍ مَيِّت فأَحْيَيْنَا بهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ﴾ [فاطر:٩] .

1 / 260