164

النهاية في الفتن والملاحم

محقق

محمد أحمد عبد العزيز

الناشر

دار الجيل

رقم الإصدار

١٤٠٨ هـ

سنة النشر

١٩٨٨ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخُزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
"يأتِي الدجالُ المدينةَ فيجدُ الملائكةَ يَحْرُسُونَها فَلَا يَدْخُلُهَا الطَّاعُونُ وَلَا الدَّجَّالُ إِن شاءَ اللَّهُ".
وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مُوسَى وَإِسْحَاقِ بْنِ أَبِي عيسى عن يزيد بن هارون ومحجن وأسامة وسمرة بن جندب ﵃ أجمعين.
وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ:
"أنَّهُ لَا يدخلُ مكةَ وَلَا المدينةَ تَمْنَعهُ الملائكةُ"
لِشَرَفِ هَاتَيْنِ البقعتين فهما حرمان آمنان منه وإنما إذا نزل نزل عند سبخة المدينة فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات إما حسًا أو معنى على القولين فيخرج منها كل منافق ومنافقة ويومئذ تنفي المدينة خبثها ويسطع١ طيبها كما تقدم في الحديث والله أعلم.

١ يسطع الطيب: يفوح وتنتشر رائحته الزكية.
تلخيص سيرة الدجال لعنه الله
مدخل
...
تلخيص سيرة الدجال لعنه الله
هُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي آدَمَ خَلَقَهُ اللَّهُ تعالى ليكون محنة للناس في آخر الزمان: ﴿يُضِلُ بِهِ كَثِيرًا ويَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِل بِهِ إِلاَّ الفَاسِقِينَ﴾ .
وَقَدْ رَوَى الْحَافِظُ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ فِي تَارِيخِهِ مِنْ طَرِيقِ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّهُ قَالَ: كُنْيَةُ الدَّجَّالِ أبو يوسف، وقد روى عمر بن الخطاب وأبو داود جابر بن عبد الله وغيرهم من الصحابة وغيرهم كما تقدم أنه ابن صياد، وقد

1 / 172