النهاية في الفتن والملاحم

ابن كثير ت. 774 هجري
120

النهاية في الفتن والملاحم

محقق

محمد أحمد عبد العزيز

الناشر

دار الجيل

رقم الإصدار

١٤٠٨ هـ

سنة النشر

١٩٨٨ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

ذُو سيْف مُحَلَّى وَسَاجٍ ١، فَإِذَا نَظَرَ إِلَيْهِ الدَّجَّالُ ذَاب كَمَا يذوبُ المِلحُ فِي الْمَاءِ وَيَنْطَلِقُ هارِبًا وَيَقُولُ عِيسَى: إِنَّ لِي فِيكَ ضَرْبَةً لَنْ تَسْبقَني بِها؟ فيدْرِكُه عندَ بابِ الدارِ الشَّرْقِيِّ فَيَقْتُلُهُ فَيَهزِمُ اللَّهُ اليهودَ فَلاَ يَبْقى شَيء بِهَا خَلَقَ اللَّهُ يَتَوَارى بِهِ يَهوديٌّ إِلَّا أنطَقَ اللَّهُ الشَّيْءَ، لاَ حَجَرَ وَلاَ شَجَرَ وَلاَ حَائِطَ وَلاَ دابَّةَ إِلَّا الغَرْقَدَة فإِنها مِنْ شَجَرِهِمْ لاَ تَنْطِقُ إِلَّا قَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ الْمُسْلِمَ هَذَا يهوديٌّ فَتَعَالَ فاقْتُلْهُ"، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "وإِن أيامِه أَرْبَعُونَ سَنَةً السنةُ كَنِصْفِ السنةِ، والسنةُ كَالشَّهْرِ، والشهر ُكالجمعةِ، وآخر أيامِهِ قصيرةٌ يصبح أحدكم على باب المدينة فما يصل إلى بابها الآخر حتى يُمْسي، فقيل لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: كَيْفَ نُصَلِّي فِي تلكَ الأيّام القِصارِ؟ قال: تَقدُرُونَ ٢ فيها للصَلاةِ كما تقدرونه فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ الطِّوَالِ ثُمَّ صَلُّوا". قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "لِيَكونَنَّ عِيسَى ابنُ مريمَ فِي أمَّتي حَكَمًا عَدْلًا وإِمامًا قِسْطًا يدُق الصليبَ ويَقْتلُ الخنزيرَ ويَضَعُ الجزيةَ ويترك الصَّدقةَ فلا تسعى على شاةٍ ولا بعيرٍ، ويرفَع الشحناء والتباغضَ وينزع جُمَّةِ كل ذي جُمَّة حتى يدخل الوليد يده في فَم الْحَيَّةِ فَلَا تَضُرُّه، وَيُنْفِرَ الْوَلِيدُ الْأَسَدَ فَلَا يَضرُّه وَيَكُونُ الذِّئْبُ فِي الْغَنَمِ كأنَّهُ كَلبها، وَتُمْلَأَ الأرْضُ مِنَ السّلْم كَمَا يُمْلَأُ الْإِنَاءُ مِنَ الماءِ؟ وَتَكُونَ الكلمَةُ وَاحِدَةً فَلَا يعبدُ إِلا اللَّهُ، وتَضعُ

١الساج ضرب من الملاحف. واحدها ساجة. ٢ تقدرون: بمعنى اقدروا: أي قيسوا الزمن بين الأوقات على ضوء الأيام العادية وصلوا وهذا هو الذي يتبع في الصوم أيضا حين يطول بقاء الشمس أياما وشهورا وحين يطول غيابها أياما أو شهورا.

1 / 128