نعمة الذريعة في نصرة الشريعة
محقق
علي رضا بن عبد الله بن علي رضا
الناشر
دار المسير
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٩هـ - ١٩٩٨م
مكان النشر
الرياض
تعتريه تارات أَو فِي حالات مُخْتَلفَة فَمَا أبعده عَن الْكَشْف الَّذِي يَدعِيهِ وَقَوله بِالنَّصِّ الإلهي أَرَادَ بِهِ مَا قَرَّرَهُ فِي قَوْله فَقَالَ لمن أَبى عَن السُّجُود لَهُ ﴿مَا مَنعك أَن تسْجد لما خلقت بيَدي أستكبرت﴾
على من هُوَ مثلك يَعْنِي عنصريا أم كنت من العالين عَن العنصر وَلست كَذَلِك
وَيَعْنِي بالعالين من علا بِذَاتِهِ عَن أَن يكون فِي نشأته النورية عنصريا وَإِن كَانَ طبيعيا انْتهى
ثمَّ إِنَّه سَاق الهذيان بِنَاء على قَوَاعِده الْبَاطِلَة فِي تَحْرِيف تَفْسِير قَوْله تَعَالَى ﴿أَأَنْت قلت للنَّاس﴾
إِلَى آخر السُّورَة حَتَّى قَالَ ﴿فَلَمَّا توفيتني﴾ أَي رفعتني إِلَيْك وحجبتهم عني وحجبتني عَنْهُم ﴿كنت أَنْت الرَّقِيب عَلَيْهِم﴾ فِي غير مادتي بل فِي موادهم إِذْ كنت بصرهم الَّذِي يَقْتَضِي المراقبة
فشهود الْإِنْسَان نَفسه شُهُود الْحق إِيَّاه
أَقُول انْظُر إِلَى هَذَا الْكفْر الصَّرِيح والإلحاد الَّذِي هُوَ أقبح من كل قَبِيح حَيْثُ يَجْعَل الْحق سُبْحَانَهُ بصر الْكفَّار الَّذين اتَّخذُوا عِيسَى وَأمه إِلَهَيْنِ ثمَّ سَاق الهذيان إِلَى أَن قَالَ ثمَّ قَالَ كلمة عيسوية ومحمدية أما كَونهَا عيسوية فَإِنَّهَا قَول عِيسَى ﵇ بِإِخْبَار الله تَعَالَى عَنهُ فِي كِتَابه وَأما كَونهَا محمدية فلموقعها من مُحَمَّد ﷺ بِالْمَكَانِ الَّذِي وَقعت مِنْهُ فَقَامَ بهَا لَيْلَة كَامِلَة يُرَدِّدهَا لم يعدل إِلَى غَيرهَا حَتَّى طلع الْفجْر ﴿إِن تُعَذبهُمْ فَإِنَّهُم عِبَادك وَإِن تغْفر لَهُم فَإنَّك أَنْت الْعَزِيز الْحَكِيم﴾
1 / 125