نعمة الذريعة في نصرة الشريعة
محقق
علي رضا بن عبد الله بن علي رضا
الناشر
دار المسير
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٩هـ - ١٩٩٨م
مكان النشر
الرياض
بل دأبه الإفتراء على خَواص عباد الله تَعَالَى ليعترض عَلَيْهِم ويتمدح بذلك فَالله تَعَالَى يُقَابله بذلك
وسادسها مَا قَالَ وَأما مَا روينَاهُ مِمَّا أوحى الله تَعَالَى بِهِ إِلَيْهِ لَئِن لم تَنْتَهِ لأمحون اسْمك من ديوَان النُّبُوَّة
أَي أرفع عَنْك طَرِيق الْخَبَر وَأُعْطِيك الْأُمُور على التجلي والتجلي لَا يكون إِلَّا بِمَا أَنْت عَلَيْهِ من الاستعداد الَّذِي بِهِ يَقع الْإِدْرَاك الذوقي فتعلم أَنَّك مَا أدْركْت إِلَّا بِحَسب استعدادك إِلَخ
أَقُول هَذَا افتراء على الله ﷾ أَنه أوحى للعزير ﵇ ذَلِك ثمَّ تَحْرِيف الْمَعْنى إِلَى مَا لايدل عَلَيْهِ الْكَلَام لَو ثَبت فَإِن مثل هَذَا الْكَلَام لَا يُقَال إِلَّا للتخويف من حط الْمرتبَة وَكَيف يكون إِعْطَاء الْأُمُور على التجلي أحط رُتْبَة من إعطائها بالإخبار والإخبار يُوجب علم الْيَقِين والكشف بالتجلي يُوجب علم الْيَقِين بل حق الْيَقِين وَمن جملَة زعم هَذِه الطَّائِفَة الْفَاسِد أَن النُّبُوَّة مقتصرة على الْإِخْبَار بِالْوَحْي دون الذَّوْق الكشفي
وَهَذَا من أعظم الْبُهْتَان وأقبح الحسبان بل النَّبِي لَهُ الْحَظ الأوفر من كل من الْأَمريْنِ والورد الأصفى من كل من المشربين وَلَكِن عين الْحَسَد فِي غشاء وغطاء من ذَلِك
﴿وَمن لم يَجْعَل الله لَهُ نورا فَمَا لَهُ من نور﴾ ثمَّ اعْترف فِي هَذِه الْكَلِمَة أَيْضا بِمَا اعْترف بِهِ فِي الشعيبية من أَن الاستعداد عطائي
1 / 113