نعمة الذريعة في نصرة الشريعة

إبراهيم الحلبي ت. 956 هجري
65

نعمة الذريعة في نصرة الشريعة

محقق

علي رضا بن عبد الله بن علي رضا

الناشر

دار المسير

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٩هـ - ١٩٩٨م

مكان النشر

الرياض

الهوية الَّتِي يَسْتَحِقهَا بقوله هُوَ فَلَا يزَال هُوَ لَهُ دَائِما أبدا فَإِذا حصل لَهُ أَعنِي للقلب هَذَا الاستعداد تجلى لَهُ التجلي الشهودي فِي الشَّهَادَة فَرَآهُ فَظهر بِصُورَة مَا تجلى لَهُ كَمَا ذَكرْنَاهُ فَهُوَ تَعَالَى أعطَاهُ الاستعداد بقوله ﴿أعْطى كل شَيْء خلقه﴾ أَقُول هَذَا اعْتِرَاف بِأَن الاستعداد عَطاء من الله تَعَالَى قَالَ ثمَّ هدى ثمَّ رفع الْحجاب بَينه وَبَين عَبده فَرَآهُ فِي صُورَة معتقده فَهُوَ عين اعْتِقَاده فَلَا يشْهد الْقلب وَلَا الْعين أبدا إِلَّا صُورَة معتقده فِي الْحق فَالْحق الَّذِي فِي المعتقد هُوَ الَّذِي وسع الْقلب صورته وَهُوَ الَّذِي يتجلى لَهُ فيعرفه فَلَا ترى الْعين إِلَّا الْحق الاعتقادي وَلَا خَفَاء بتنوع الإعتقادات فَمن قَيده أنكرهُ فِي غير مَا قيد بِهِ وَأقر بِهِ فِيمَا قيد بِهِ إِذا تجلى وَمن أطلقهُ عَن التَّقْيِيد لم يُنكره وَأقر بِهِ فِي كل صُورَة يتَحَوَّل فِيهَا وَيُعْطِيه من نَفسه قدر صُورَة مَا تجلى لَهُ فِيهَا إِلَى مَا لَا يتناهى إِلَى آخر مَا خرف أَقُول انْظُر إِلَى هَذِه الأباطيل الَّتِي ينسبها إِلَى النَّبِي ﷺ أَنه أمره بِأَن يخرج بهَا إِلَى أمته وَهِي أَن أَي شَيْء اعتقده الْإِنْسَان فَهُوَ صُورَة الْحق وَأَن الْحق مُتَعَدد إِلَى مَا لَا يتناهى وَالله ﷾ يَقُول ﴿فَمَاذَا بعد الْحق إِلَّا الضلال﴾ ﴿وَأَن هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبعُوهُ وَلَا تتبعوا السبل فَتفرق بكم عَن سَبيله﴾

1 / 95