64

نعمة الذريعة في نصرة الشريعة

محقق

علي رضا بن عبد الله بن علي رضا

الناشر

دار المسير

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٩هـ - ١٩٩٨م

مكان النشر

الرياض

إِلَّا الْعَالم فالألوهية تطلب المألوه والربوبية تطلب المربوب وَإِلَّا فَلَا عين لَهَا إِلَّا بِهِ وجودا أَو تَقْديرا وَالْحق من حَيْثُ ذَاته غَنِي عَن الْعَالمين والربوبية مَالهَا هَذَا الحكم فَبَقيَ الْأَمر بَين مَا تطلبه الربوبية وَبَين مَا تستحقه الذَّات من الْغنى عَن الْعَالم وَلَيْسَت الربوبية على الْحَقِيقَة والإنصاف إِلَّا عين هَذِه الذَّات أَقُول آل أمره إِلَى أَن جعل الذَّات محتاجة ثمَّ أَنَّهَا عين الذَّات تَعَالَى الله عَن زَعمه علوا كَبِيرا ثمَّ سَاق الهذيان إِلَى أَن قَالَ وَإِذا كَانَ الْحق يتنوع تجليه فِي الصُّور فبالضرورة يَتَّسِع الْقلب ويضيق بِحَسب الصُّورَة الَّتِي يَقع فِيهَا التجلي الإلهي فَإِن الْقلب من الْعَارِف أَو الْإِنْسَان الْكَامِل بِمَنْزِلَة مَحل فص الْخَاتم من الْخَاتم لَا يفضل بل يكون على قدره وشكله ثمَّ قَالَ وَهَذَا عكس مَا تُشِير إِلَيْهِ الطَّائِفَة من أَن الْحق يتجلى على قدر استعداد العَبْد وَلَيْسَ كَذَلِك فَإِن العَبْد يظْهر للحق على قدر الصُّورَة الَّتِي يتجلى لَهُ فِيهَا الْحق وتحرير هَذِه الْمَسْأَلَة أَن لله تجليين تجلي غيب وتجلي شَهَادَة فَمن تجلي الْغَيْب يُعْطي الاستعداد الَّذِي يكون على الْقلب وَهُوَ التجلي الذاتي الَّذِي الْغَيْب حَقِيقَته وَهُوَ

1 / 94